ومن أدلة السنة: ما رواه جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: " هل من رجلٍ يحملني إلى قومه، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلّغ كلام ربي " "1".
أما الإجماع فقد قال التابعي الجليل عمرو بن دينار: "أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونهم منذ سبعين سنة، يقولون: القرآن كلام الله، منه خرج وإليه يعود""2".
"1" رواه الإمام أحمد 3/390، وأبو داود في السنة باب في القرآن "4734"، والترمذي في فضائل القرآن "2925"، والبخاري في "خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل"ص18، واللالكائي "554، 555" وغيرهم من طرق عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن ابن أبي الجعد، عن جابر. وإسناده صحيح، رجاله رجال البخاري.
"2"روى هذا القول عنه الدارمي في الرد على المريسي: القول في كلام الله ص474، والبيهقي في الشهادات 9/205 عن ابن راهويه عن ابن عينيه عن عمرو بن دينار. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومعنى "منه خرج": أن الله تعالى تكلم به، ومعنى "إليه يعود"أن القرآن يرفع في آخر الزمان من المصاحف والصدور، كما روى ابن ماجه " 4049 "، والحاكم في الفتن 4/473 من طريقين أحدهما صحيح عن أبي معاوية عن الأشجعي عن ربعي عن حذيفة مرفوعاً: " يُدرس الإسلام كما يُدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسري على كتاب الله عز وجل =