responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 84
تعالى: {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} [1].
فإن كان المراد بالسماء المبنية فـ"في"بمعنى على، فيكون معنى:" في السماء"أي على السماء. وإذا كان المراد بالسماء مطلق العلو فـ"في"على بابها. وهو بكلا الاعتبارين يدل على علو الله تبارك وتعالى على خلقه، العلو الذي يليق بجلاله وكماله.
"الذي في السماء"أي الله، وهذا موضع الشاهد.
وفي الحديث أيضاً إثبات صفة السخط لله جل وعلا، وهي من صفاته الفعلية.
ونظير هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " [2]، وهو مما يوضح المراد بقوله:"في السماء"لأنك لو قابلت بين أول الحديث وآخره اتضح لك المعنى، فمثلاً إذا قال قائل من أهل الأهواء"في"هنا ظرفية، لأنهم يقولون إذا قلتم: إنَّ الله في السماء فمعنى ذلك أنَّ السماء محيطة به لأنَّ"في"تفيد الظرفية. فيقال لهؤلاء: قابلوا بين أول الحديث وآخره،"ارحموا من في الأرض"أي على الأرض. فإذا قيل: لا تستعمل"في"إلا على الظرفية، فيكون معنى الحديث ـ على هذا الفهم ـ: ارحموا الديدان والحشرات الموجودة داخل الأرض، أما الناس الذين يمشون فوق الأرض فلا يشملهم الحديث؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"في الأرض"وهؤلاء فوق الأرض!!

[1] الآية 22 من سورة البقرة.
[2] أخرجه أبو داود رقم 4941، والترمذي رقم 1924 وقال: حسن صحيح، وأحمد 2/160، والحاكم في المستدرك 4/175، وصححه الألباني في الصحيحة رقم 925
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست