اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 339
الإسلام، يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده " [1]، فالطاعة ذاتها كريمة على الله، وأهلها كريمون على الله، وأكرم خلق الله على الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أفضلهم طاعة وأكملهم عبادة وأعلاهم شأناً.
" وأعلاهم درجة " الدرجة هي المنزلة والرتبة، فرتبته ومنزلته أعلى المنازل وأرفع الرتب، فليس في الناس أرفع منه رتبة ولا أعلى منه منزلة.
" وأقربهم إلى الله وسيلة " الوسيلة هي السبب الموصل إلى الله جل وعلا، فأقرب الناس وسيلة إلى الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أتم العبودية وأكمل الطاعة، وكان قدوة للناس في كلِّ خير ونبل وفضل وعبادة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [2].
وقد جاء في معنى الوسيلة أنَّها منزلة لا تنبغي إلا لواحد من عباد الله، يقول صلى الله عليه وسلم:""إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون هو " [3]، كما قال تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [4]، فله صلى الله عليه وسلم المقام المحمود وستأتي إشارة المصنف ـ رحمه الله ـ إلى هذا.
" بعثه الله رحمة للعالمين " كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [5]، وقال صلى الله عليه وسلم:""إنما بعثت رحمة " [6]، وقال صلى الله عليه وسلم:""يا أيها الناس [1] أخرجه النسائي في الكبرى " رقم 10674 "، وأحمد " 1/163 "، وعبد بن حميد في منتخبه " رقم 104 "، والضياء في المختارة " 3/33 " وصححه الألباني في الصحيحة " رقم 652 " [2] الآية 21 من سورة الأحزاب. [3] أخرجه مسلم " رقم 847 " [4] الآية 79 من سورة الإسراء. [5] الآية 107 من سورة الأنبياء. [6] أخرجه مسلم " رقم 6556 "
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 339