responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 296
اللسان الذي هو النطق. كما قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} [1]، أي: قولوا ذلك بقلوبكم وألسنتكم. وكذلك قوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [2]، ونظائرهما. ولا يكون القول خاصاً بقول اللسان إلا إذا قيد كما في قوله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [3].
وعنى بالعمل: عمل القلب، وذلك بأن يأتي العبد بقلبه بأعمال الإيمان، مثل الحياء والتوكل والرجاء والخوف والإنابة وغير ذلك. وعمل اللسان: مثل التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعمل الجوارح: مثل الصلاة والصيام والحج والجهاد.
ولما كان دخول الاعتقاد في القول لا يظهر لكل أحد، نص بعض السلف عليه عند التعريف فقالوا: الإيمان قول واعتقاد وعمل. وقال بعضهم: الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح.
ومن زاد النية ـ كقول المصنف ـ فإنما زادها لتوقف قبول الأعمال عليها. ومن لم يذكرها فهي داخلة في كلامه؛ لأنَّ مراده بالعمل: العمل القائم على نية صالحة، كما قال صلى الله عليه وسلم:""إنما الأعمال بالنيات " [4].
وكذلك من زاد اتباع السنة فإنما زاده تنبيهاً على اشتراطه لقبول الأعمال، كما قال صلى الله عليه وسلم:""من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " [5].
هذا هو تعريف الإيمان في الشرع، ودخول القول والعمل والنية في الإيمان عليه دلائل كثيرة من الكتاب والسنة، وهي مبسوطة في كتب أهل العلم، وسيشير المصنف ـ رحمه الله ـ إلى شيء منها.

[1] الآية 136 من سورة البقرة.
[2] الآية 30 من سورة فصلت.
[3] الآية 11 من سورة الفتح.
[4] أخرجه البخاري " رقم 1 "، ومسلم " رقم 4904 "
[5] أخرجه مسلم " رقم 4468 "
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست