اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 157
فمن تمام إيماننا بهذه الصفة أن نتوب إلى الله، وأن نقبل على طاعته، وأن نعمل بالأمر الذي يفرح به سبحانه وتعالى، فلا يكون إيماننا بالصفات عرياً عن آثارها، بل ينبغي أن يكون إيماناً مثمراً كإيمان السلف.
ولهذا فإنَّ الإيمان بصفات الله تعالى درجات ومراتب، فهناك إيمان راسخ ومؤثر، إيمان بالصفات مع فقه فيها وفي دلالاتها ومعانيها وآثارها. وهناك إيمان يتحقق به أصل الإيمان وشتان بين هذا وذاك.
[صفة العَجَب]
" والعَجَب " أي ومن صفاته سبحانه وتعالى: العَجَب، وهي صفة ثابتة لله عز وجل، دل عليها القرآن وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. قال الله تبارك وتعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [1]، في قراءة من قرأ بضم التاء أي: عجبَ الرب تبارك وتعالى منهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل" [2]. يعني يقادون إلى الجنة قوداً، ويلزمون إلزاماً بالحديد والسيوف والضرب، فيبقون على الإيمان والطاعة حتى يكونوا يوم القيامة من أهل الجنة.
وعَجَبُ الله عز وجل ليس كعجب المخلوق، فقد يعجب المخلوق لوقوع شيء لا علم له مسبقاً به، ولا يمكن أن يقع من الله هذا؛ لأن علمه أزلي محيط بكلِّ شيء ولا تخفى عليه تبارك وتعالى خافية. [1] الآية 12 من سورة الصافات. والضم قراءة حمزة والكسائي انظر: فتح القدير " 4/445 " [2] أخرجه البخاري " رقم 3010 "
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 157