اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 127
من الأمرين باطل. قال الإمام البربهاري ـ رحمه الله ـ:"واعلم أنَّه إنما جاء هلاك الجهمية من أنهم فكروا في الرب عز وجل، فأدخلوا: " لم " و" كيف "، وتركوا الأثر، ووضعوا القياس، وقاسوا الدين على رأيهم"[1].
" وإنما ينزل بلا كيف " أي بلا كيف نعلمه، وإلا فلنزول الله كيفية، لكننا لا نعلمها. فالمنفي: علمنا بالكيف، لا وجوده.
ثم قال الحافظ عبد الغني"ـ رحمه الله ـ:
" ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو، فقد أتى بقول مبتدع ورأي مخترع "
يشير المصنف ـ رحمه الله ـ إلى مسألة تتعلق بنزول الله عز وجل إلى سماء الدنيا، وهي: حينما ينزل هل يخلو منه العرش أو لا يخلو؟ "
والأقوال التي ذكرت في هذه المسألة ثلاثة، لخصها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:"منهم من ينكر أن يقال: يخلو أو لا يخلو، كما يقول ذلك الحافظ عبد الغني [2] وغيره. ومنهم من يقول: بل يخلو منه العرش، وقد صنف عبد الرحمن بن منده مصنفاً في الإنكار على من قال: لا يخلو منه العرش ... والقول الثالث، وهو الصواب، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها: أنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه"[3]. [1] شرح السنة " ص43 " [2] يشير شيخ الإسلام إلى كلام الحافظ عبد الغني الموجود في هذه العقيدة، فالظاهر أنه وقف عليها، أو وقف على كلامه في كتاب آخر له. [3] شرح حديث النزول " ص232 "
وقال " ص201 ": " وفي الجملة: فالقائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث، وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش، وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة، ولم ينقل عن أحد منهم بإسناد صحيح ولا ضعيف أنَّ العرش يخلو منه ".
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 127