اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 12
صلى الله عليه وسلم فإنَّ الإنسان يصلح؛ لأنَّ أساس الصلاح والاستقامة موجود فيه، كما قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [1]، فجعل سبحانه أصول الإيمان وأسسه ـ التي هي الاعتقاد ـ بمثابة الأصل الذي تقوم عليه الشجرة، وإذا كان الأصل راسخاً ثابتاً كان ذلك أكمل في الشجرة: في نمائها، وزكائها، وطيب ثمرها، بحسب صلاح هذا الأصل. قال شيخ الإسلام: " ومن المعلوم أن العلم أصل العمل، وصحة الأصول توجب صحة الفروع" [2].
ولهذا لزم أن تكون العناية بالعقيدة مقدمة على العناية بكل أمر، لاسيما والفساد في الاعتقاد قد كثر في الناس، وتعددت الانحرافات فيه في جوانب مختلفة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً " [3]. وقال صلى الله عليه وسلم: " وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة " [4]. وهذا الافتراق والانقسام هو بسبب الأهواء الباطلة المحدثة التي تجر الناس إلى اعتقادات منحرفة، وأعمال باطلة ليست من دين الله تبارك وتعالى.
فيتعين على المسلم أن يقف على المعتقد الحق الصحيح، الذي أُخِذ من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ذلك المعتقد المبارك الذي سمعه الصحابة من [1] الآية 24 من سورة إبراهيم. [2] نقض المنطق ص45 [3] أخرجه أبو داود رقم 4607، والترمذي رقم 2676 وقال: حسن صحيح، وابن ماجه رقم 43، وأحمد 4/126، وابن أبي عاصم في السنة رقم 54 وقال الألباني: إسناده صحيح، وابن حبان في صحيحه رقم 5، والحاكم في المستدرك 1/174ـ176 وقال: هذا حديث صحيح وليس له علة. [4] أخرجه أبو داود رقم 4597، وابن ماجه رقم 3992، وأحمد 4/102، وابن أبي عاصم في السنة رقم 2، 3 وصححه الألباني في الصحيحة رقم 203
اسم الکتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 12