اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 277
وقفت نفسه لدى الحنجرة [فضنوا] [1] عليه بذلك، وعوَّضوه الخل مما هنالك، فلما تضافرت عليه فوق جذعةٍ الدواهي أعلن بقوله: إلهي إلهي، وصار بين اللصوص ثالثة الأثافي[2]، وعُوِّض عن بلوغ المنى بالمنافي، ثم زهقت نفسه وفتح رمسه[3] وصار في صدر الأرض سراً مكتوماً، وعاد هذا الإله العظيم عديماً، ولما تمت له ثلاثة أيام في الرخام، قام من ذلك المكان ورجع إلهاً كما كان، فتلبِّس الحال الوبيل[4] وادَّرع[5] الذّل العريض الطويل، ولم يؤمن به إلاّ عصابة هي أقل من قليل.
فما أرى هذا الإله إلاّ نايل[6] الرأي فاسد الحسّ فطير[7] الفطرة مشؤوم الغرة[8] منقوص الهمة مظلم الفكرة[9]، إذ عرض نفسه للمحن وأثار بين عباده الأحقاد والإحن، فلقد شان الربوبية وأزل بهجتها وطمس نورها وأطلق ألسن السفلة بنقصها، وثلبها حتى لقد شكك كثير / ([1]/97/أ) منهم في الربوبية وسَهَّل [1] في ص (فطنوا) والتصويب من المحقِّق. [2] الأُثْفَيَة: الحجر توضع عليه القدر، جمعه: أَثافي، وأُثَف. ورماه الله بثالثة الأثافي، أي: بالجبل، والمراد: بداهية، وذلك أنهم إذا لم يجدوا ثالثة الأثافي أسندوا القدر إلى الجبل. (ر: القاموس ص 1636) . [3] الرَّمس: الدفن والقبر، جمعه: أرْمَاس، ورموس. (ر: القاموس ص 708) . [4] وبيل: أي: ثقيل وخيم. (ر: مختار الصحاح ص 707) . [5] أدرع: أي: لبس. (ر: م. ن ص 203) . [6] هكذا في الأصل، والذي أراه أن الكلمة الصحيحة هي: "مائل"، وقد حصل لها تحريف من الناسخ والله أعلم. [7] الفطير: ضدّ الخمير، وهو العجين لم يختمر، وكل شيء أعجتله عن إدراكه فهو فطير، يقال: إياك والرأي الفطير. (ر: مختار الصحيح ص 507) . [8] غُرّة كلّ شيء أوّله، وأكرمه. والغِرَّة: الغفلة. [9] إن هذه الصفات القبيحة التي ذكرها المؤلِّف لازمة للإله الذي يعبده النصارى، وذلك بحسب ما ورد في أناجيلهم المقدسة عندهم.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 277