اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 25
[3]- النسطورية: وهم أقلية صغيرة العدد في مصر[1].
وقد انتشرت كنائس النصارى في كلّ أنحاء مصر، وكانت غالبيتها ملكاً لليعاقبة بحكم كونهم الأغلبية، فقد أحصى المقريزي ما يزيد على اثنتين وثمانين كنيسة لليعاقبة في الوجه القبلي، كما امتلك النصارى الملكية بعض الكنائس في القاهرة والفسطاط، ووجدت بعض كنائس للأرمن والنساطرة[2].
أما فيما يتعلق بالناحية الاقتصادية في مصر زمن الأيوبيّين وعصر المماليك البحرية فقد كانت منتعشة، وكان المال يأيتها من موارد عدّة، منها: الجزية التي كانت تصلها من الإمارت، والضرائب المعتادة التي تجبى من الشعب، إضافة إلى غنائم الحروب وغيرها، ولم تحدث في عهد الأيوبيّين إلاّ مجاعة واحدة في عهد السلطان العادل سنة596هـ استمرت نحو ثلاث سنوات، كان سببها انخفاض مياه النيل، فانتشر القحط، وهرب الناس من مصر إلى الشام وغيرها ومات الناس من التعب والجوع واشتدّ الغلاء[3].
تلك صورة موجزة عن المجتمع المصري زمن المؤلّف، نتعرف من خلالها بعض المؤثّرات في شخصية المؤلّف وتكوينه، إذ لا يخفى أن للبيئة الاجتماعية التي تحيط بالإنسان تأثيراً فيه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، سلباً أو إيجاباً.
وقد كان المؤلِّف - بحكم وظيفته قاضياً لمدينة قوص ووالياً عليها - على اتّصال وثيق بمختلف طبقات الشعب مسلمهم وذميهم، كبيرهم وصغيرهم، واطلاع على أمورهم ومشكلاتهم، وتحكيم شرع الله فيهم وإقامة العدل [1] خطط المقريزي 2/510، الانتصار لواسطة عقد الأمصار ص 107، لابن دقماق. [2] خطط المقريزي 2/516-518، الانتصار لواسطة عقد الأمصار ص 107-109، أهل الذّمّة ص 129، 130، د. قاسم. [3] السلوك 1/156، للمقريزي، البداية والنهاية 13/22، 29، مصر في العصور الوسطى ص 380-383.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 25