اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 214
فإن قيل: هذا فيه الحجة الواضحة على النصارى، فما الحجة فيه على اليهود[1] مع إنكارهم / ([1]/62/ب) شرع الإنجيل؟
قلنا: قال الله تعالى في السفر الأوّل من التوراة وهو الذي يدعى سفر الخليفة: "إن الله غرس فردوساً في جنة عدن وأسكنه آدم وغرس له من كل شجرة طيبة المأكل شهية الطعم وتقدم إليه: إني قد جعلت كل شجر الجنة لك مأكلاً سوى شجرة معرفة الخير والشرّ، ثم قال الله سبحانه: لا يحسن أن يبقى آدم وحده. فألقى عليه سباتاً ونزع ضلعاً من أضلاعه ثم أخلف له عوضه لحماً ثم خلق الله من ذلك الضلع حواء فزوجها آدم فلما أكلا من الشجرة التي [نُهيا] [2] عنها انفتحت أعينهما وعرفا أنهما عريان فكلمهما الله وتوعدهما على المخالفة، ثم صنع سبحانه لآدم وزوجته سرابيلات من الجلود فألبسهما ثم أرسلهما من جنة عدن وأهبطهما إلى الأرض ليحرث فيها"[3].
وقال في السفر الأوّل أيضاً: "كانت سدوم قبل أن يخسف الله بها تشبه فردوس الله وأرض مصر"[4]. وقال في السفر الأوّل أيضاً: "أما هابيل الشهيد فإنه يجزى بدل الواحد سبعة"[5]. [1] يقول ابن كمونة اليهودي في تنقيح الأبحاث ص 27: "واعتقدت اليهود أن ثواب الطاعة هو الخلود في نعيم الجنة والعالم الآتي، وعقاب المعصية هو العذاب في جهنم من غير خلود لمعتقد هذه الشريعة وإن كان عاصياً. ومنهم من اعتقد أن بعث الأموات يحصل مرتين، مرة في زمن المسيح المنتظر عندهم وذلك البعث مختص بالصالحين من الأمة ... وتارة يبعث الموتى في القيامة العامة لكافة الناس، الصالحين منهم والطالحين للجزاء بالثواب الأبدي على الطاعة وبالعقاب على المعصية. واعتقدوا أيضاً بقاء الأنفس بعد فساد الأجساد، وأنها لا تعدم أبداً. ونبغ منهم من زعم أن العالم الآتي هو ما بعد الموت فقط، وأن الثواب الأبدي والعقاب إنما هو للأنفس المجردة بعد خراب أجسادها، وليسا بجسمانيين بل هما روحانيان فحسب، والنصوص الكثيرة المنقولة عن علمائهم وحملة شرعهم ناطقة بالمجازاة بالثواب والعقاب بغير عود الأنفس إلى الأبدان, وهي غير محتملة التأويل عند كل عاقل يتأملها جميعاً". اهـ. بتلخيص. [2] في ص (نهي) والصواب ما أثبته. [3] سفر التكوين الإصحاح الثاني والثالث. [4] سفر التكوين 13/10. [5] سفر التكوين 4/15.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 214