responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 206
إنّه منفصل من ذات الله؟! فقد بطل مقصودكم من البنوة على كلا القسمين.
وإن قالوا: إنما استحق المسيح البنوة لما اتّحدت به الكلمة فصار بها ابناً على[1] الحقيقة، وغيره ممن ذكرتم لم يتّحد به فبقي ابناً على سبيل التشريف.
قلنا: أخبرونا عن هذه الكلمة، ما هي؟ وما الذي تعنون بها؟ فإنهم يقولون: الكلمة هي العلم أو النطق ولا يعدلون عن ذلك، فيقال لهم: أليس من حكم الصفة أن لا تفارق الذات / ([1]/58/أ) الموصوفة بها فإذا كان العلم أو النطق هو صفة لذات الباري تعالى فلا تفارقه إلاّ ويخلفها ضدّها وهي الجهل أو الخرس.
فإن كان علم الباري قد انفصل أو نطقه وقام بغيره فقد صار القديم ماوقاً[2] ناقصاً وذلك مستحيل على الله سبحانه. وإن كان علم الله لم يزايله وكلامه لم يفارقه، فلا حقيقة لهذا الاتّحاد الذي تدَّعونه. قد أطلبت النفس قليلاًفلنرجع إلى إيثار الاختصار؛ فإن هذه الفرقة أنزر شأناً من أن يحتفل لها.
21- إيثاره الله على ما سواه وذلك دأب النبيين من إخوانه عليه السلام قال لوقا: "جلس يسوع يوماً يتكلم على تلاميذه فرفعت امرأة من المجلس صوتها وقالت: طوبى للبطن التي حملتك [وللثديين] [3] التي أرضعتك. فقال لها المسيح: مهلاً طوبى لمن يسمع كلام الله فيحفظه"[4].

[1] يشير النصارى - في قولهم ذلك - إلى ما ورد في إنجيل يوحنا 1/1-2، 14، ونصّه: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان من عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان البدء عند الله ... والكلمة صار جسداً، وحلّ بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لو حيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً".
[2] المُوقُ: حمق في غباوة، يقال: أحمق مسائق، والجمع: (مَوقَى) مثل: حمقى ونَوْكى. (ر: الصحاح للجهوري 4/1557) .
[3] في ص (وللأيدي) والتصويب من النّصّ.
[4] لوقا 11/27، 28.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست