اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 153
ألفها قدماؤهم إذ تقول: "إن المسيح إله حقّ وأنه خالق كلّ شيء وأن بيديه أتقنت العوالم". وتعيَّن عليهم العمل بمقتضى قول المسيح وفتاوى تلاميذه الأبرار، وشهادة الأنبياء الذين تقدموه مثل: موسى، وداود. "فقد قال المسيح ورفع وجهه إلى السماء: إلهي أنت الإله الحقّ الذي أرسلت يسوع المسيح"[1].
وقال موسى في التوراة: "لا إله إلاّ إلهنا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب الرّبّ الأزلي الذي لم يزل"[2].
وقال داود في مزموره[3]: "إن الله أقسم / ([1]/29/أ) إن المسيح رجل كاهن يشبه في عبادته وتقواه ملكي صادق". الكاهن الذي كان يخدم البيت المقدس على عهد إبراهيم[4].
17- وقال سمعون الصفا رئيس الحواريين: "إن المسيح رجل أظهره الله بالأيد والقوة والمعجزات"[5]. وقال المسيح: "إنه لا يقدر على عمل شيء [1] يوحنا 17/1، 3. [2] خروج 3/15. [3] مزمور 110/4. [4] ملكي صادق: اسم سامي معناه: ملك البر، وتزعم المصادر اليهودية، بأنه كان ملك أورشيلم وكاهن الله العلي، وكان معاصر لإبراهيم عليه السلام الذي باركه ملكي صادق، وأعطاه إبراهيم زكاة العشر. أما المصادر النصرانية فتصفه بأنه بلا أب ولا أم وبلا نسب. ولا بداءة أيام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله ويبقى كاهناً إلى الأبد. ر: تكوين14/18-20، السنن القويم1/50،الرسالة إلى العبرانيين 7/1-4، قاموس ص 922.
قلت: وهذا غلوٌّ ممقوتٌُ من أهل الكتاب في وصفهم ملكي صادق بهذه الصفات المستحيلة عليه؛ لأنه ليس هناك من هو بلا أب وبلا أم إلاّ آدم عليه السلام، ولا بُدّ لكل مخلوق من أن تكون له بداية ونهاية. وأما قول المؤلّف - رحمه الله -: "بأن ملكي صادق كأن يخدم البيت المقدس"، فمناه: بأنه كان ملكاً على أورشليم. [5] سفر أعمال الرسل 2/22.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 153