responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 93
الفصل الثالث: الإضافة العلمية فيه
سوف أعرض في هذا الفصل ما وجدته في هذا الشرح من الإضافة العلمية مقارنة بالشرحين الآخرين "تيسير العزيز الحميد" و "فتح المجيد"، ولا أعني بذلك أنه أوسع منهما شرحا وبسطا للمسائل ففيهما أيضا ما ليس فيه.
ففي أول الكتاب من (ص 24 - 29) توسع في بيان قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ} [1] الآية فذكر ثمان عشرة مسألة من هذه الآية وست عشرة آية بعدها، ولم يأت هذا في "فتح المجيد" ولا "تيسير العزيز الحميد".
ومن (ص 30 - 34) استنتج الشارح رحمه الله عشر مسائل من قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شيئًا} [2] الآيات إلى قوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [3] ولم يأت ذكرها في "التيسير" ولا "الفتح".
ومن (ص 36 - 42) بعد قوله تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شيئًا} [4] ذكر الحقوق العشرة التي وسمت بها هذه الآية فذكر بأنها تسمى آية الحقوق العشرة.
ولم يأت ذكر هذه العشرة في "التيسير" ولا "الفتح"، وإنما أشار في "الفتح" أنها سميت آية الحقوق العشرة.

[1] سورة الإسراء، الآية: 23.
[2] سورة الأنعام، الآية: 151.
[3] سورة الأنعام، الآية: 153.
[4] سورة النساء، الآية: 36.
ولمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار "[1].

شديد، والذي يدعو غير الله لا يكون إلا على نكد، ومضرة في الدنيا; لأن الذي يدعوه لا يستجيب له، ولا يتولاه، وفي الآخرة[2] يعاديه، ويجحد عبادته[3] والدعاء لله لا لغيره.
{ولمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة "[4]} وفي معناه حديث معاذ السابق.5 " ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار "[6] ولو كان من أعبد الناس، فينبغي للعبد أن يحذر من الشرك، وأن يعتني بمعرفته، فقد سأل الخليل عليه السلام له ولبنيه وقاية عبادة الأصنام وهو إمام الموحدين،[7] قال النبي صلى الله عليه وسلم:

[1] مسلم: الإيمان (93) , وأحمد (3/325 ,3/344) .
[2] هكذا في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ: (في الآخرة) بإسقاط الواو, ولا تستقيم العبارة بذلك.
[3] ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة القصص, ال، الآية 64: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} . وقوله في سورة فاطر, ال، الآية 14: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} . وقوله تعالى في سورة الأحقاف, الآيتان 5, 6: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} .
[4] مسلم: الإيمان (93) , وأحمد (3/325 ,3/344) .
(5) انظر: (ص 48) .
[6] ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (2/ 454-455 , ح 152/ 93) , كتاب الإيمان, باب 40, من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة ... , و ((مسند الإمام أحمد)) : (3/ 391) .
[7] يشير بذلك إلى قوله تعالى على لسان الخليل عليه السلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}
وهي ال، الآية الثانية التي استشهد بها المصنف في هذا الباب.
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست