اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 174
باب من الشرك أن يستغيث بغير الله تعالى أو يدعوه
وقول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ..}
{13- باب من الشرك أن يستغيث بغير الله تعالى أو يدعوه1}
الاستغاثة: هي طلب الغوث ممن يخلصه أو ينصره، وهي جائزة إن كان المطلوب له قدرة على تخليصه كما قال تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [2] كما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيره في أشياء يقدر عليها المخلوق.
وإنما المراد استغاثة العبادة[3] التي لا يقدر عليها إلا الله كما يفعله الجهال عند القبور، وطلب الأولياء ما لا يقدر عليها المخلوق.
والدعاء: هو النداء مع التذلل، والنداء مطلق الإقبال[4].
{وقول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ [5]} يعني: إن عبدته ودعوته {وَلا يَضُرُّكَ} } يعني: إن تركت عبادته {فَإِنْ فَعَلْتَ} يعني: ما نهيتك عنه، فعبدت غيري وطلبت النفع، ودفع الضر من غيري { {فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} } يعني: لنفسك، لأنك وضعت العبادة في غير موضعها،
(1) في ((المؤلفات)) : (أو يدعو غيره) . [2] سورة القصص، ال، الآية: 15. [3] كلمة: (العبادة) سقطت من ((ر)) . [4] قال في ((لسان العرب)) (14/262) : تداعى عليه العدو من كل جانب أقبل. [5] سورة يونس، الآية: 106.
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 174