responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 120
وفي لفظ قال: ثم من؟ قال: "العلماء"، قال: ثم من؟ قال: "الصالحون ". وقوله صلى الله عليه وسلم " إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله "[1] وذكر الشارح في خاتمة الباب من (ص 370 - 372) بعض الأحاديث في فضل الإيمان بالقضاء والقدر والتيسير لمن صبر ورضي بحكم الله.
وفي باب ما جاء في الرياء: وتحت قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [2].
ذكر الشارح في (ص 373) عن ابن عباس في معنى هذه الآية أن الله تعالى علم رسوله صلى الله عليه وسلم التواضع لئلا يزهو على خلقه فأمره أن يقر فيقول: " إني آدمي مثلكم إلا أنني خصصت بالوحي ".
وفسر في (ص 373) قوله تعالى: {يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ} [3] بالخوف والأمل جميعًا، ونقل في ذلك ما ذكر من أن هذه الآية تجمع شرطي قبول العمل. وتحت حديث أبي هريرة مرفوعا: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه "[4].
ذكر الشارح في (ص 375) معنى قوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [5] فنقل معناها عن البغوي بأنه لا تبطلوا أعمالكم يعني بالرياء والسمعة; لأن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم. ثم ذكر بعد ذلك أثرا وحديثًا في ذم الرياء.
وتحت حديث أبي سعيد مرفوعا: " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم

[1] أبو داود: الجنائز (3090) , وأحمد ([5]/272) .
[2] سورة الكهف، الآية: 110.
[3] سورة الكهف، الآية: 110.
[4] مسلم: الزهد والرقائق (2985) , وابن ماجه: الزهد (4202) , وأحمد ([2]/301 ,[2]/435) .
[5] سورة محمد، الآية: 33.
عن عمران بن حصين صلى الله عليه وسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ فقال: من الواهنة. قال: انزعها فإنها لا تزيد إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا "[1].

بدأ الشيخ -رحمه الله تعالى- في تفسير بيان الشرك الأصغر، فذكر من ذلك لبس الحلقة والخيط، واستدل بالآيات التي نزلت في الأكبر على من فعل الشرك الأصغر، وكما[2] ذكر حذيفة رضي الله عنه في هذا الباب[3].
{عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: " ما هذه؟ " فقال: من الواهنة} وهي علة تحصل في الأعضاء تسقط القوة وتبطل الحركة، ومثله الوانية [وعلاجهما] [4] عند الأطباء شيء واحد.
{قال: "انزعها فإنها [لا تزيدك] ،[5] إلا وهنًا، فإنك لو مت وهي عليك

[1] ابن ماجه: الطب (3531) , وأحمد (4/445) .
[2] هكذا في جميع النسخ: (وكما) , وليس للواو محل هنا فالأولى حذفه.
[3] انظر: (ص 123) فقد أنكر حذيفة -رضي الله عنه- على من رأى في يده خيطا من الحمى حيث قطعه ثم تلا قول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] . ولقد كان السلف يفزعون لنصوص الوعيد عموما ولا أدل على ذلك مما روي عن عبد الله بن مسعود أنه لما نزل قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله, فأينا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} إنما هو الشرك. ((مسند الإمام أحمد)) : (1/378) .
[4] في ((الأصل)) و ((ش)) بالإفراد, وما أثبته من ((ر)) , و ((ع)) هو الموافق للسياق.
[5] في ((الأصل ((: (لا تزيد) , وفي بقية النسخ والمؤلفات تزيدك, وهو الموافق لأصل الحديث.
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست