اسم الکتاب : تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن المؤلف : الإسعردي، إٍسماعيل الجزء : 1 صفحة : 27
بدلائل أخرى وشهادة الواقع له. وهذا كما قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز} ، فأخبر تعالى بأنه ينصر من ينصر دينه.
ثم بين تعالى الذين ينصرون دينه بقوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَر} . فمن لم يكن موصوفا بهذه الصفات الأربع ممن مكنه الله تعالى في الأرض فلاحظ له بنصرة الله تعالى.
وقال تعالى لأهل بدر: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ} ، فعلق إمداده لهم على شيئين هما عماد النصر: الصبر وتقوى الله عز وجل.
وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} فوعد ووعده حق بنصرة الرسل والمؤمنين في الدنيا والآخرة بالحجة والظفر والغلبة على مخالفيهم وأعاديهم- وهذا كقوله الآخر: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} فوعد بعلوهم على عدوهم في مقاوم الحجاج وملاحم القتال في الدنيا وعلوهم عليهم في الآخرة كما قال: {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} .
وقال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ، فأخبر سبحانه عن نفسه أنه كتب وجعل الغلبة له ولرسله وأتباعهم.
وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور} .
اسم الکتاب : تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن المؤلف : الإسعردي، إٍسماعيل الجزء : 1 صفحة : 27