responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري المؤلف : ابن عساكر، أبو القاسم    الجزء : 1  صفحة : 121
أَنه قَالَ لي خَمْسُونَ عَاما متغربًا عَن أَهلِي ووطني وَلم أكن فِيهَا إِلَّا على كور جمل أَو بَيت فندق أطلب الْعلم آخِذا لَهُ ومأخوذًا عني وَقَالَ لي غَيره من شيوخنَا مَا قدر أحد من تلاميذه يُعْطِيهِ على تَعْلِيمه لَهُ شَيْئا من عرض الدُّنْيَا وَكَانَ يَقُول تعليمي هَذَا الْعلم أوثق أعمالي عِنْدِي فَأَخَاف أَن تدخله دَاخِلَة إِن أخذت عَلَيْهِ أجرا وَلَا أحتسب أجري فِيهِ إِلَّا على اللَّه وَلَقَد كَانَ يتركنَا فِي بَيته وَنحن جمَاعَة ثمَّ يذهب إِلَى السُّوق فيشترى غداءه أَو عشاءه ثمَّ ينْصَرف بِهِ فِي يَده فكنَّا نقُول لَهُ ياسيدنا الشَّيْخ نَحن شباب جمَاعَة كلنَا نرغب فِي قَضَاء حَاجَتك فِي المهم الْعَظِيم فَكيف فِي هَذَا الْأَمر الْيَسِير نَسْأَلك بِاللَّهِ الْعَظِيم إِلَّا مَا تركتنَا وَقَضَاء حوائجك فَإِن هَذَا من الْعَار الْعَظِيم علينَا فَكَانَ يَقُول لنَا بَارك اللَّه فِيكُم مَا يخفى عَليّ أَنكُمْ مسارعون لهَذَا الْأَمر وَلَكِن قد علمْتُم عُذْري وأخاف أَن يكون هَذَا من بعض أجْرى على تعليمي وَتُوفِّي بالقيروان غَرِيبا رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه وَالثَّانِي أَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ النَّاسك الْوَاعِظ كَانَ رجلا صَالحا شَيخا كَبِيرا مُنْقَطِعًا فِي طرف الْبَلَد أَدْرَكته بالقيروان لَا يدرس لكبره وكُنَّا نقصده فِي الْجَامِع لفضله ودعائه وَكَانَ يذكر لنَا بعض الْمسَائِل وشيئًا من أَخْبَار الْقَاضِي رَحمَه اللَّه وَكَانَ الْفَقِيه أَبُو عمرَان يَعْنِي الفاسي رَحمَه اللَّه يَقُول لَو كَانَ علم الْكَلَام طيلسانًا مَا تطيلس بِهِ إِلَّا أَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ وَكَانَ رَحمَه اللَّه حسن الْخط مليح اللَّفْظ جميل الشيبة غزير الدمعة كَانَ يعظ فِي مُؤخر الْجَامِع بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَلم يكن بالقيروان عَالم مَذْكُور وَهُوَ عَالم بِعلم الْأُصُول إِلَّا وَقد

اسم الکتاب : تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري المؤلف : ابن عساكر، أبو القاسم    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست