responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 30
وعللها لأن قوله داء نكرة في سياق النفي فتعم جميع ما احتوت عليه القلوب، وهذا مما اختص به الرب سبحانه قال تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه:7] وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235] . وقال: {وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 4] . والآيات في هذا كثيرة معلومة وقد قال سبحانه وتعالى في آخر ما نزل من القرآن: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة:101] .
وقال: {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال:60] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع ". 1
قال القاضي عياض في الشفا على هذا الحديث: وتجرى أحكامه عليه السلام على الظاهر، ولو شاء الله لأطلعه على سرائر عباده ومخبآت ضمائر أمته -إلى أن قال-: وكل ذلك من علم الغيب الذي استأثر به عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فيعلمه منه ما شاء ويستأثر بما شاء، ولا يقدح هذا في نبوته، ولا يفصم عروة من عصمته [2]، وخفي عليه صلى الله عليه وسلم حال أهل الإفك حتى جاءه الخبر من الله، ويخفى عليه صلى الله عليه وسلم أمور كثيرة يطول عدها، حتى يأتيه الوحي بخبرها.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إنه سيجاء برجال من أمتي يوم القيامة فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " 3

1 أخرجه البخاري، كتاب الشهادات، باب: من أقام البينة بعد اليمين حديث رقم 2680، ومسلم، كتاب الأقضية، الحكم بالظاهر واللحن والحجة حديث رقم 4448.
[2] سقطت "ولا يفصم عروة من عصمته " من "ب ".
3 أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة الأنبياء، باب "كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا " حديث رقم 4740.
اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست