responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 128
أقرب من غائب الإنس، ومنهم الميت كعزير ومريم.
ويقال لهؤلاء الذين يدعون الأموات والغائبين ادعوهم فيما يهمكم وينزل بكم من الشدائد فإنهم لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويله، فكل من دعا من لا يملك كشف الضر[1]، ولا تحويله داخل في عموم الآية. وأما طلب الإنسان حاجته من حي حاضر ما[2] يدخل تحت مقدور البشر فلم يمنع الله سبحانه من ذلك كما قدمنا مع أن ترك مسألة الناس من تحقيق التوحيد وكماله. فلو أن الله سبحانه أمرنا بطلب حاجاتنا من الأموات والغائبين كما زعم هذا وفعلنا ذلك امتثالا لأمر الله كان ذلك عبادة منا لله لا لغيره، كما أن الله سبحانه لما أمر الملائكة بالسجود لآدم وسجدوا كان ذلك عبادة لله لا لآدم. ولو أمرنا الله بالسجود لنبينا وفعلنا كان ذلك عبادة منا لله لا لنبينا صلى الله عليه وسلم ولو فعلنا ما نهانا الله عنه من السجود لغيره كان ذلك عبادة للمسجود له.
واحتج المعارض بما رواه الترمذي عن أنس أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع له.
وهذا لا ينكر كطلب أهل موقف القيامة من الرسل أن يشفعوا لهم، وإنما ننكر الطلب منه بعد موته، وننكر الشفاعة الشركية التي أثبتها هذا بقوله إن الله ملك المؤمنين الشفاعة كما ملك أهل الدنيا ما أعطاهم فيها، فهم كما تقدمنا يتصرفون على حسب اختيارهم. وحقيقة تشبيهه أن المؤمنين يشفعون بحسب اختيارهم من غير إذن من الله كحال أهل الدنيا فيما أعطاهم الله. فهذه هي الشفاعة التي ننكرها كما نفاها القرآن.
واستدل المعترض بحديث الأعمى.
ولا حجة له فيه، وليس فيه ما يوهم جواز دعائنا له[3] والاستغاثة

[1] في "ب" "من لا يقدر على كشف ضر هـ".
[2] في "ط " " مما ".
[3] سقطت " له" من "ب".
اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست