اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 87
الباب الثاني: العرب في طورهم التاريخي والسياسي
"عرب" ومدلوله التاريخي:
إذا أطلق لفظ العرب بعد الإسلام، أردنا سكان جزيرة العرب والعراق، والشام، ومصر، والسودان، والمغرب.
أما قبل الإسلام؛ فإنه يختلف عما بعد الإسلام من حيث:
مفهومه وجغرافيته؛ ففي التاريخ الفرعوني، والفينيقي والأشوري كان يراد بالعرب: أهل البادية في القسم الشمالي من جزيرة العرب، وشرق وادي النيل في البقعة الممتدة بين الفرات في الشرق والنيل في الغرب، ويدخل فيها بادية العراق والشام، وشبه جزيرة سيناء، وما يتصل بها من شرق الدلتا والبادية الشرقية بمصر بين النيل والبحر الأحمر[1].
وكان المصريون يسمون الجبل الشرقي الذي يحد النيل في الشرق جبل العرب، وكان لفظ العرب في التاريخ القديم يرادف لفظ "بدو" أو بادية، وهو معنى هذا اللفظ في اللغات السامية، ومنها في اللغة العبرانية "البادية" يقابلها في اللغة العربية "العرابة" في وادي موسى، والأعراب سكان البادية خاصة ولا مفرد لها، ولما تحضر بعض قبائل العرب قديما وأقاموا في مدن اليمن والحجاز وحوران وغيرها لم يعد لفظ العرب محصورا في "البدو" فتنوع معناه كما تنوع مسماه.
يقول جورجي زيدان[2]: فاضطروا إلى كلمات تميز بين الحالين فاستعملوا لفظ "الحضر" لأهل المدن. و"البدو" لأهل البادية ولم يبقَ للفظ "العرب" من معنى البداوة إلا في مثل ما اصطلح عليه العرف في قولهم "أعرابي".
وكان النسابون إذا ذكروا بعض قبائل الحضر وبدوها؛ قالوا: القبيلة الفلانية و"أعرابها" ويعرف العرب عند السريانيين باسم: "طاية" نسبة إلى طيء إحدى قبائلهم. [1] معجم البلدان جـ3 ص633. [2] العرب قبل الإسلام جـ1 ص36 طبعة 1908.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 87