responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 70
أما تمدن السومريين فاقتبسه الحمورابيون ورقوه وزادوا فيه كما فعل المسلمون بتمدن الروم والفرس وأكثرهم عناية في ذلك حمورابي؛ فإنه جمع الشرائع ونظمها وبوَّبها فعرفت باسمه، وقد رتبها في 282 مادة، وجدوا نسخة منها 1901 في بلاد السوس منقوشة بالحرف المسماري على مسلة من الحجر الأسود الصلب طولها سبع أقدام وتدل تلك الشريعة على تقدم تلك الأمة في سلم الاجتماع إلى أرقي ما بلغت إليه تلك العصور ولا سيما في شروط الزواج والتنبي والإرث وإليك خلاصة ذلك.
نظام الاجتماع، طبقات الناس:
كان الناس في ذلك العصر ثلاث طبقات: الأحرار، العبيد، طبقة متوسطة بينهما، عبرنا عنها بالموالي على نحو ما كان عليه العرب في صدر الإسلام؛ فإن الموالي عندهم أرقى من العبد وأدنى من الحر، فإذا صح أن هذه الدولة عربية كان العرب أسبق أمم الأرض إلى سن الشرائع، وتنشيط العلم وأهم بلغوا في نظام الاجتماع ما لم يبلغ إليه معاصروهم، وما زالت الدولة البابلية الأولى -الحمورابية- قائمة حتى غلبت على أمرها، فخرج بعض أهل الدولة فرارًا من ذلك الغالب إلى إخوانهم في جزيرة العرب وأنشأوا في اليمن دولة عربية عرفت بدولة المعينيين، كان لها شأن كبير في تاريخ اليمن قبل دولة سبأ وحمير[1].
هل دولة حمورابي عربية؟:
لا خلاف في أن دولة حمورابي سامية الأصل، ولكنهم اختلفوا في نسبتها إلى فرقة من الفرق السامية؛ وعندنا أنها من بدو الآراميين، وهم عرب ذلك العصر أو العمالقة، والأدلة على ذلك:
1- أن بروسوس مؤرخ الكلدان ذكر بين الدول التي حكمت بابل دولة سماها: عربية، وذكر عدد ملوكها وسنى حكمها ودولة حمورابي أقرب دول بابل عهدا من الزمن الذي عينه بروسوس للدولة العربية.

[1] تاريخ العرب جـ1 ص49 ص51.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست