اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 471
نصوص المسند وفي نصوص جاهلية أخرى، وإن من جملة من استعملها: "أبرهة الحبشي" في نصه الشهير، المعروف بنص: "سد مأرب"، وإن قوما من الجاهليين تعبدوا للرحمن.
أما "ولهوزن": فيرى أن عدم ورود أسماء للأصنام في الشعر الجاهلي إلا في النادر، وإلا في حالة القسم، أو في أثناء الإشارة إلى صنم أو موضع عبادة ليس من تغيير الرواة الإسلاميين وتبديلهم لأسماء الأصنام؛ وإنما سببه هو أدب الجاهليين، وعادتهم في عدم الإسراف والإسفاف في ذكر أسماء الآلهة الخاصة، وذلك على سبيل التأدب تجاه الأرباب، فاستعاضوا عن الصنم بلفظة "الله" التي لم تكن تعني إلا معينًا: وإنما تعني ما تعنيه كلمة "رب" "وإله"، ومن هنا كثر استعمالها في القسم وفي التمني أو التشفي وأمثال ذلك[1].
وقد ذهب: مستشرقون آخرون إلى صحة ورود لفظة الجلالة في الشعر الجاهلي، كما ذهبوا إلى أن ورودها في القرآن الكريم، أو في الحديث لا يمنع من ورودها في الشعر الجاهلي، ولا يكون سببًا للطعن في ذلك الشعر؛ لأن من الجاهليين من كان يؤمن بوجود "إله" فوق الآلهة عندهم، فورود اسمه في شعرهم ليس بأمر غريب. [1] المفصل ص114، ص115. الشرك ومظاهره عند العرب:
يعرض القرآن الكريم في إشارات إلى أنواع من الشرك كان عليه الجاهليون، وفيه تعريف لمعنى الشرك.
فالشرك في قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا} [1] ... إلخ: عبادة الأصنام المصنوعة من الحجارة أو الخشب، أو المعادن؛ أي: مما لا روح له، وقابل للكسر.
وفي بعض الآيات: إن من أنواع الشرك القول بأن الجنَّ هم شركاء "لله" تعالى، ومن أنواعه أيضا: القول بأن الملائكة هم شركاء "لله" تعالى وبناته. [1] الأعراف آية 191، المفصل ص44.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 471