responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 464
صورة كأحسن ما يكون من الصور، وهكذا حال الملائكة أيضا في صورهم الحسنة وأنهم كلهم قد احتجبوا عنا بالسماء، وأن الواجب عليهم أن يصوغوا تماثيل أنيقة حسنة الرواء على الهيئة التي كانوا عليها ويعتقدونها من صور الآلهة والملائكة.
فيعكفون على عبادتها قاصدين طلب الزلفى إلى الله وملائكته.
قال الرازي تعليقًا عليه: فإن صح ما ذكره أبو معشر فالسبب في عبادة الأوثان هو اعتقاد الشبه.
الوجه الثاني: الاعتقاد في الأسباب الظاهرة
ذكره أحد العلماء وهو أن الناس رأوا أن تغيرات أحوال هذا العالم مربوطة بتغيرات أحوال الكواكب، فبحسب قرب الشمس وبعدها عن سمت الرأس تحدث الفصول المختلفة والأحوال المتباينة ثم إنهم رصدوا أحوال سائر الكواكب واعتقدوا ارتباط السعادة والنحوسة في الدنيا بكيفية وقوعها في طوالع الناس فلما اعتقدوا ذلك بالغوا في تعظيمها.
فمنهم من اعتقد أنها أشياء واجبة الوجود لذواته وهي التي خلقت هذه العوالم.
ومنهم: من اعتقد أنها مخلوقة للإله الأكبر لكنها خالقة لهذا العالم.
فالأولون اعتقدوا أنها هي الآلهة في الحقيقة.
والفريق الثاني: اعتقدوا أنها هي الوسائط بين الله والبشر، فلا جرم أن اشتغلوا بعبادتها والخضوع لها، ثم لما رأوا الكواكب مستترة في أكثر الأوقات عن الأبصار اتخذوا لها أصناما وأقبلوا على عبادتها قاصدين بتلك العبادات تلك الأجرام العالية، ومتقربين إلى أشباحها الغائبة، ثم لما طالت المدة ألفوا ذكر الكواكب وتجردوا لعبادة تلك التماثيل.
فهؤلاء في الحقيقة: هم عبدة الكواكب.

اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست