responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 461
يقول اسبتينو موسكاتي1:
وقد عرفت القبائل البدوية في وسط الجزيرة طائفة كبيرة من الآلهة، ولكنها ليست آلهة أو إلهات محددة تحديدًا واضحًا لها صفاتها وأساطيرها الثابتة، بل أرواح كل منها تهيمن على موضع وتحميه مثل البعول الكنعانية المختلفة. فخيال البدوي أضفى أرواحا على الآباء والأشجار والحجارة، وشعر بوجود آلهة فيها.
وكانت تسكن الصحراء أرواح أخرى محلية غير الآلهة، هي خليط من مخلوقات غريبة بعضها خير وبعضها شرير، تملك القدرة على الاستخفاء، وكان على المرء استرضاؤها إذا أراد اجتناب أذاها.
نظرية البيروني:
يقول: معلوم أن انطباع العامي نازع إلى المحسوس، نافر عن المعقول الذي لا يعقله إلا العالمون، الموصوفون في كل زمان ومكان بالقلة، ولسكوته إلى المثال عدل كثير من أهل الملل إلى: التصوير في الكتب والهياكل "اليهود، والنصارى"؛ ثم "المنائية" خاصة؛ ناهيك شاهدًا على ما قلته: إنك لو أبديت صورة النبي صلى الله عليه وسلم أو مكة والكعبة لعامي، أو امرأة لوجدت من نتيجة الاستبشار فيه دواعي التقبيل وتعضير الخدين، والتمرغ؛ كأنه شاهد المصور، وقضى بذلك مناسك الحج والعمرة؛ وهذا هو السبب الباعث على إيجاد الأصنام بأسامي الأشخاص المعظمة من الأنبياء، والعلماء والملائكة مذكرة أمرهم عند الغيبة والموت ومبقية آثار تعظيمهم في القلوب إلى أن طال العهد بعامليها، ودارت القرون والأحقاب عليها ونسيت أسبابها، ودواعيها، وصارت رسما وسنة مستعملة، ثم داخلهم أصحاب النواميس من بابها؛ إذ كان أشد انطباعا فيهم فأوجبوه عليهم؛ وهكذا وردت الأخبار فيمن تقدم عهد الطوفان، وفيمن تأخر عنه؛ وحتى قيل: إن كون الناس قبل بعثة الرسل أمة واحدة هو على عبادة الأوثان.
ومن الأصنام المشهورة: صنم "مولتان" باسم الشمس، ولذلك سمي "أدت"، وكان خشبيًّا ملبسًا بسنحتيان أحمر، وفي عينيه ياقوتتان حمراوان.

1 الحضارات السامية ص206 ترجمة السيد يعقوب أبو بكر.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست