اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 440
فما خرج عملوا به وانتهوا إليه، وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال له أبو سفيان بن حرب حين ظفر يوم أحد: اعل هبل؟ أي علا دينك، فقال رسول الله: الله أعلى وأجل[1].
وهبل هو الصنم الذي أتى به عمرو بن لحي ونصبه على البئر التي حرقها إبراهيم -عليه السلام- في بطن الكعبة وكان تمثالا من عقيق أحمر على صورة الإنسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك فجعلت له يدا من ذهب، وكما هو واضح في الرواية نرى أن الصنم واسمه مستعربان.
لذلك رأينا للمؤرخين خلافا حول أصل اشتقاق اسمه:
فبعضهم يذهب إلى أن أصل اشتقاقه من العربية ويقول: هبل، أظنه من الهابل وهو الكثير اللحم والشحم ويستأنس بقول عائشة: والنساء يومئذ لم يهبلن اللحم أي: لم يسمنَّ.
أو من الهبل والهبالة: وهو الغنيمة "أي" أنه يغتنم عبادته أو يغتنم من عبده[2].
أو من الهبل والشكل يراد به أن لم يطعمه هبله: أي شكله.
ونلاحظ أن هذا التحليل فيه تكلف التوجيه ومشقة الرد إلى أصل عربي وخروج باللفظ عن حد الاعتدال في تأويله.
- وبعضهم يذهب إلى أن لفظ هبل لا اشتقاق له في العربية من معناه. فهو غير مشتق من لفظ عربي. ويقول: إنه عبراني أصله هبعل ومعنى بعل السيد.
وزاد على ذلك فقال: إن الهاء في التعبير العبري أداة التعريف مثل: "أل" في اللغة، فبإضافة هذه الأداة إلى بعل يريد الأكبر.
وقال: أما العين الزائدة، فسهل إهمالها بالتخفيف، ثم ضياعها بالاستعمال وخصوصا في لفظ بعل؛ لأن الكلدانيين كانوا يلفظونه "بل" بإهمال العين وهو اسم هذا الإله عندهم. وقيل أن هبل القرشي هو بعل الإسرائيلي[3]. [1] يراجع كتاب الأصنام 21، 22، 23، 24، 25. [2] معجم البلدان لياقوت "4: 97". [3] التاريخ الإسلامي العام ص244 د. علي حسن إبراهيم.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 440