اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 405
الأمر الأول: إيداع إسماعيل وأمه في جوار البيت.
الأمر الثاني: بناؤه هو وإسماعيل البيت الحرام.
كانت مكة وهي المدينة الرئيسية بالحجاز والتي اشتق اسمها من كلمة "محراب" بلغة أهل سبأ[1] تضم ما لا يقل عن ثلاثمائة وثن تُرضِي كل ذوق.
أي أوجدت كل قبيلة وكل أسرة بل كل محراب مستقل طقوس دينه ومادة عبادته كما عمدت إلى تغييرها، ولكن الأمة العربية في كل عصر خضعت لدين مكة كما أحنت الرأس أمام لهجتها.
ويرجع تاريخ الكعبة حقًّا إلى ما قبل العصر المسيحي، وقد لاحظ المؤرخ اليوناني "ديودوروس" في وصفه لشاطئ البحر الأحمر أن هناك معبدًا شهيرًا يقع بين أرض ثمود وأرض سبأ ييجله العرب؛ لما له من قدسية سامية.
وجدير بالذكر أن الكسوة المصنوعة من التيل أو الحرير كان أول من قدمها ملك تقي من ملوك حمير عاش قبل زمن محمد بسبعمائة سنة[2].
وتعتبر مكة من البلاد القديمة قدم بيتها، وكان اليونانيون يعرفون مكة ويطلقون عليها "ماكواريا" يقول جيبون: وهذا يدل على عظمة هذه البلدة[3].
ويبدو أن اسم مكة[4] لم يكن معروفا قبله، وذلك يظهر من قول إبراهيم حكاية عنه في قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} . [1] العرب ص22 نتنج ترجمة د. راشد البراوى. [2] اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها تأليف: إدوارد جيبون. ترجمة: د. محمد سليم سالم. مراجعة: محمد أبو درة. [3] المرجع السابق ص13 جـ 3. [4] أسماء مكة: من تمككت العظم إذا اجتذبت ما فيه من المخ، وتمكك الفصيل ما في ضرع الناقة، فكأنها تجذب إلى نفسها ما في البلاد من الناس والأقوات التي تأتيها من المواسم، وقيل: لما كانت في بطن واد فهى تكمك الماء من جبالها عند نزول المطر وتنجذب إليها السيول، قال الراجز:
إذا الشريب آخذته أكَّهْ ... فخلِّه حتى تبك بكَّهْ
فالأكه: الشدة، وأكاك الدهر: شدائده.
بكة: من أنها تبك الجبارين أي تكسرهم وتقرعهم. وقيل من التباك وهو الازدحام.
قال أبو عبيدة: إن بكة اسم للبطن؛ لأنهم يتباكون فيها أي يزدحمون.
وأيضا يذكر من أسمائها: الرأس، وصلاح، وأم رحم، وكوثا.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 405