اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 388
مجوس هجر وهم غير أهل كتاب، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} . [المائدة: 108] .
وذلك قلٌّ من كثر، ذكرناه لبيان لقيمة الكتاب لدى الباحث، الذي يريد رسم منحنى بياني لانتشار اليهودية، والمسيحية، والمجوسية في شبه الجزيرة، وما فتحه المسلمون من البلاد والدول.
يقول المقدسي في معرض ذكره شرائع أهل الجاهلية ومللها: "كان فيهم من كل ملة ودين. وكانت "الزندقة، والتعطيل" في قريش، "والمزدكية والمجوسية" في تميم، واليهودية والنصرانية في غسان، والشرك وعبادة الأوثان في سائرهم.
ونستطيع أن نقول: إن قلب الجزيرة العربية في مكة استقبل تيارات متضاربة من الأفكار، والمذاهب، والديانات؛ مثل المزدكية واليهودية والمسيحية الشرقية، والبوذية، والعقائد السحرية الآتية من بلاد الزنوج، وكلها نجد لها ردود فعل في القرآن الكريم.
لكن السؤال هو: إذا كانت الاتجاهات الدينية وجدت في مكة كلها، أو أكثرها، وفدت إليها من خارج فما هو الاتجاه الديني لمكة؟
نبي الله إبراهيم والجزيرة العربية:
عصر إبراهيم الخليل يرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وهو عصر عربي بحث قائم بذاته وبلغته، وهى مرتبطة بالجزيرة العربية وبلغتها وبقبائلها التي سميت فيما بعد: بالعرب البائدة لانقراضها.
وقد كانت القبائل العربية المعروفة بالقبائل البائدة آنئذ على قيد الحياة في جزيرتهم في هذا العهد، وقد أدت دورًا مهما في تنمية الحضارة العربية السامية.
وقد نبه "القرآن الكريم" على ذلك بربط صلة إبراهيم الخليل بالجزيرة العربية، وبيت الله العتيق، وليس بفلسطين.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 388