اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 343
هذه الأرضين من إمبراطورية الساسانيين، ولهجة الفرس من السواحل المقابلة، ومن طريق الأبلة الساحلي[1].
وقد عرف عالم المجوس ورئيسهم الروحي عند العرب بـ "الموبذان" وعرف كبيرهم بـ "موبذان موبذ"؛ وجعل بعض العلماء "الموبذان" بمنزلة قاضي القضاة للمسلمين؛ والموبذ بمنزلة القاضي.
وقد فسر المسعودي لفظة "الموبذ" بمعنى حافظ الدين، ورجع أصلها إلى "مو" بمعنى دين في رأيه؛ و"بذ" بمعنى حافظ.
ورأى اليعقوبي: أن "الموبذان" بمعنى عالم العلماء، وقد ذكر الألوسي أن صنفًا من العرب عبد النار، وقال عنهم: وهم أشتات من العرب، وكأن ذلك سري إليهم من الفرس والمجوس[2].
وإلى النعمان تشير الروايات متحدثة عن قصة تلقبه بالسائح، فتذكر أنه جلس يومًا في مجلسه من الخورنق، فأشرف منه على النجف وما يليه من البساتين والنخل والجنان مما يلى المغرب، وعلى الفرات مما يلي الشرق وهو على متن النجف في يوم من أيام الربيع، فأعجبه ما رأى من الخضرة والنور والأنهار، فقال لوزيره وصاحبه: هل رأيت مثل هذا المنظر قط؟ فقال: لا، لو كان يدوم. قال: فما الذي يدوم؟ قال: ما عند الله في الآخرة، قال: فبم ينال ذاك؟ قال: بتركك الدنيا وعبادة الله والتماس ما عنده، فترك ملكه من ليلته ولبس المسوح، وخرج مستخفيا هاربا لا يعلم به.
وقد يكون في هذه القصة تفسير؛ لاعتناقه النصرانية وتفكره بخلق الله وعزوفه عن العبادة الوثنية. وهناك روايات تنسب تنصره إلى غير هذه القصة، فتقول: إنه تنصر بتأثير القديس سمعان العموري الذي يقوم بالتبشير للمسيحية بين أهل الحيرة، وإن سمعان هذا شفاه ببركته من مرض كان به فتنصر[3]. [1] المفصل جـ6 ص693، غرائب اللغة ص269. [2] السابق ص695، واللسان 3/ 513. [3] تاريخ العرب القديم وعصر الرسول ص182، ص183، الطبرى الجزء الثاني ص67، جواد على الجزء الرابع ص41.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 343