اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 337
وعشرة ثيران قوية، وعشرة جبال وعشرة أنهر" إلى أن دبرت قوى الخير أن تكون لها السيادة بالفعل[1]. [1] المرجع السابق ص 152، ص 154، ص155 بتصرف.
الخير والشر:
ونجد في "زاد سبارام" رواية رمزية غامضة عن الخلاف المتأصل بين: "أهورامازدا" و"أهزيمان" ونحاط علما في كلمات تذكرنا بسفر التكوين القديم أنه في بداية الزمن "كان النور فوق والظلمة تحت، وبين هذين الاثنين فراغ مكشوف" وقد سكن "أهورامازدا" مملكة النور كما سكن "أهريمان" مملكة الظلام، وفي الوقت الذي كان فيه "أهورامازدا" على علم بوجود "أهريمان" وقدومه للصراع لم يكن "أهريمان" مع ذلك على علم بمملكة النور التى فوق رأسه، وذات يوم في أثناء تسكعه في الظلام، خرج "أهريمان" مصادفة من المناطق السفلية وإذا به يرى شعاعا من النور؛ ونظرا لاختلاف طبيعة ذلك الشعاع في اعتقاده "جاهد أهريمان للوصول إليه" حتى يمكن أيضا أن يدخل في نطاق نفوذه المطلق: عند ذلك اقترب "أهورامازدا" من الحدود[1].
ولو رجعنا إلى الوصايا العشر العبرية لوجدنا أن ثمانية من بنودها من النواهي والتعاليم الزرادشتية برغم ما تضمنته من النواهي والمتناقضات في لاهوتيتها، إلا أنها في مجموعها إيجابية في وصاياها[2].
أما عن أن هدف زرادشت الرئيسي فكان بالأحرى تنقية العقيدة التقليدية لأبناء وطنه لا الإطاحة بها، فتشير إليه عدة أصول، فقد كان "مثرى" إله الشمس، وهو أبعد من أن يطرد، يعبد على أنه نار سماوية، كما كان يمتدح في معظم الأناشيد الزرادشتية و"هاووما" الثور، وتماما مثلما لم يكن مسموحا لأتباع زرادشت بأن تكون لهم معابد، فكذلك كان محظورا عليهم أن تكون لهم أصنام[3].
وهنا نجد عبارة طويلة عن الإقلاع عن شيء واتجاها بصورة خاصة إلى التخلص من نفوذ الشياطين: "من بعيد أنا أنكر الشياطين وكل من تتملكهم: العرافين، وكل [1] المرجع السابق ص157، ص158. [2] السابق ص159. [3] المرجع السابق ص161.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 337