responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 29
الباب الأول: الشرق السامي وحدة حضارية ودينية
مدخل
...
الباب الأول: الشرق السامي وحدة حضارية ودينية
مفهوم الشرق وأهمية دراسته:
إن التصورات حول انقسام المعمورة إلى غرب وشرق، قد تشكلت -على ما يبدو- في غزو الإسكندر للشرق، ثم أخذت تظهر مع عصر الحروب اليونانية- الفارسية، وبدأ الصراع يزداد مع الصراع الثقافي، وسيطرت على العقل اليوناني فكرة تصارع الهلينية والبابرة: الغرب والشرق، ثم أخذ الصراع بينهما يزداد في الاهتمام بتغير الفروق الحضارية من خلال الاختلافات الجغرافية والظروف الاجتماعية والتاريخية والثقافية. ومع تطور البحوث عن الشرق القديم ازدادت الحاجة إلى تحديد مفهوم الشرق في صيغة دقيقة متعارف عليها جغرافيا ويكون مفهوما تاريخيا حضاريا، وذلك في إطار قضية أوسع، وهي قضشية العلاقات بين الشرق والغرب.
ولم يكن مفهوم الشرق في تصور العلماء المعاصرين قد تحدد جغرافيًّا ولا زمنيًّا بقدر ما هو مفهوم حضاري، ولم يكن بعدُ قد حصل على صيغة دقيقة متعارف عليها لدى المختصين بشئون الشرق القديم.
فمفهوم الشرق بالنسبة للرومان، يعني كل ما يقع شرق إيبريا ثم أصبحوا في عصر الإمبراطورية يقصدون: مصر والأقاليم الواقعة في آسيا الأمامية، وكذلك جزء من تراقيا، ثم انحصر المفهوم بسورية فقط، ثم بدأ يتحدد مع بداية القرن التاسع عشر والقرن العشرين حتى شمل المجتمعات القديمة كمصر، وبلاد ما بين النهرين، وفلسطين، وإيران، ثم توسعت نتيجة الاكتشافات الأثرية التي جرت، وأصبحت تضم هضبة الأناضول والجزيرة العربية، ثم مجتمعات الهند والصين؛ وذلك تبعا للظواهر الاجتماعية المتشابهة.
وإذا كانت عادة المؤرخين قد جرت على اعتبار أن التاريخ في المعنى الحقيقي للكلمة يبدأ بظهور النصوص الكتابية الأولى، أي في تخوم الألفين الرابع والثالث ق. م. وكل ما يسبق ذلك التاريخ قبل هذا الزمن فيطلق عليها ما قبل التاريخ، ولذلك فإن كل ما يتسنى معرفته حول هذه المرحلة يندرج اندراجا عضويا في نطاق تاريخ الشرق القديم.

اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست