اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 139
البتراء:
1- فالبتراء: من الدويلات المهمة التي قامت في العصر السلوقي وأهلها من الأنباط "من العرب المتكلمين باللغة الآرامية"، وازدهرت طوال ثلاثة قرون من القرن الثاني ق. م. إلى القرن الثاني الميلادي، وفي القرن نفسه ضمها الامبراطور الروماني تراجان[1] إلى الامبراطورية، وظلت إلى أواخر القرن الرابع وهي المدينة الرئيسية على طريق القوافل تربط بين جنوب الجزيرة الذي ينتج التوابل ومراكز البيع في الشمال.
وكانت تسيطر على الطرق المؤدية إلى مرفأ غزة في الغرب وإلى بصرى ودمشق في الشمال وإلى آيلة "إيلات" على البحر الأحمر وإلى الخليج الفارسي عبر الصحراء.
وكانت تستبدل فيها الجمال النشطة بجمال القوافل.
واستطاع الحارث الثالث العربي النبطي[2]: أن يدخل مملكته ضمن المحور التام للحضارة الهلينستية: وكسب بذلك لقب محب الهلينية.
وبدأت البتراء -وهي جزء من الولاية الغربية الرومانية- تتخذ مظاهر هلينستية نموذجية. يقول فيليب حتى: كانت حضارة الأنباط عربية في لغتها، آرامية في كتابتها، سامية في ديانتها، يونانية ورومانية في فنها وهندستها المعمارية، وهي لذلك [1] يراجع: مقدمة تاريخ الحضارات القديمة: طه باقرص 598 منشورات دار البيان. [2] كان المؤرخون القدامى يرون أن العرب غير الأنباط فترى المسعودي في كتابه مروج الذهب "1: 182" يقول: وقد تنازع الناس في ملوك الطوائف: أمن الفرس كانوا أم من النبط أم من العرب؟ غير أن هذا الخلاف يشير إلى أن هناك أصلا لهذا الاختلاف.
يقول فيليب حتى: وقد أصاب "سترابو" و"بوسيفوس" و"ديوروس" بإطلاق اسم العرب على الأنباط؛ إذ إن أسماءهم الشخصية وأسماء آلهتهم وأثر التحريف العربي في كتاباتهم الآرامية لا تدع مجالا للشك بأن لغتهم الوطنية كانت لهجة عربية شمالية وظهر في الكتابات الأثرية أسماء مثل: علي، حبيب، سعيد ... إلخ.
وبلغ من كثرة استعمال كلمات عربية صرفة في إحدى الكتابات الأثرية المتأخرة "268م" أن النص كل يكاد يكون عربيًّا، راجع: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين ص "1: 426، 327" ترجمة د/ جورج حدَّاد وعبد الكريم رافق، ومراجعة د/ جبرائيل جبور. دار الثقافة بيروت.
- جنديسابور.
فتلك المدارس: كانت روافد صالحة لنشر الهيلنستية في الشرق والغرب، ونشر تراث الشرق والغرب أيضا في المغرب الروماني، وسنعرض لتلك المدارس ووظائفها:
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 139