اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 128
عمالا لتبايعة اليمن المتأخرين؛ ويحدد حتى تاريخ تولي "حجر على معد" بسنة 480م؛ وهو أول زعيم من زعماء كندة تمكن من توحيد صفوفها وفرض سيطرتها على القبائل الأخرى، وتوسيع رقعة أرضها حتى بلغت حدود مملكة اللخميين[1].
وكان "الحارث" أقوى ملوك كندة وأشهر رجل نعرفه من أسرة آكل المرار؛ وقد تولي الإمارة على بكر" وكما مد نفوذه على بكر فقد نجح "الحار" في مد نفوذه على الحيرة في الفترة ما بين 524-58. ويرجع نجاحه في بسط نفوذ "كندة" "على الحيرة" وانتزاع السيادة عليها من المناذرة إلى سببين؛ كما يذكر حمزة الأصفهاني: وإلى هذين السببين أن الملك الفارسي "قباذ" أهمل شئون مملكته، وتغاى عن سياسة رعيته ورعاية أمورهم.
كما أنه أخذ بزندقة "مزدك" وقد أدى كل هذا إلى صدام بين "قباذ" و"المنذر بن ماء السماء" الذي رفض الدخول في: المزدكية ولم يرضخ لضغط "قباذ" وهرب "المنذر" من دار مملكته بالحيرة، ومضى حتى نزل إلى الجرساء الكلبي وأقام عنده[2].
ولما ملك فارس "كسرى أنو شروان" وأعاد المنذر بن ماء السماء" إلى ملك الحيرة. كان "الحارث بن عمرو" يومئذ في "الأنبار" فلما بلغته عودة المنذر إلى عرش الحيرة" خرج هاربا في أصحابه وماله وولده؛ فتبعه المذر بالخيل من "تغلب وإياد وبهرا"، فلحق بأرض كلب ناجيا بنفسه؛ ولكن "بني تغلب" انتهبوا ماله، وهجائنه وأسروا ثمانية وأربعين شخصا من أفراد أسرته وقدموا بهم على المنذر فضرب رقابهم.
حضارة الكنديين:
لم يكن الكنديون أصحاب حضارة رقاقية تشبه حضارة المناذرة أو الغساسنة، فقد حافظوا على النظم والحياة البدوية؛ ولم يقيموا في حضارة ثابتة، بل كانوا يتنقلون بين الجنوب والشمال، واستعملوا الخيام كمساكن، ولم يعرف عنهم بناء المدن والقصور[3]. [1] السابق ص209. اليعقوبي جـ1 ص216. ابن خلدون جـ2 ص569. [2] السابق ص213. العقد الفريد جـ6 ص78 تحقيق محمد سعيد العريان. [3] المراجع السابقة.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 128