responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 116
مياه غزيرة ونقية، وزيادة على ذلك كانت المدينة حصينة من جهاتها الثلاث: من الشرق والغرب والجنوب "وأصبحت البتراء" منذ أواخر القرن الرابع المدينة الرئيسية على طريق القوافل تربط بين جنوب الجزيرة العربية الذي ينتج التوابل واللبان، وبين مراكز الاستهلاك والبيع في الشمال، وكانت تسيطر على الطرق المؤدية إلى "مرفأ غزة" في الغرب؛ وإلى "بصرى ودمشق" في الشمال، وإلى "غيلة" على البحر الأحمر، وإلى "الخليج الفارسي عبر الصحراء"، وكانت تستبدل فيها جمال القوافل بجمال أخرى نشطة، وكانت تلك العاصمة محفورة في قلب "صخر رملي" يظهر جميع ألوان "قوس قزح"؛ ولذلك كانت تشكل مزيجا فريدا من الفن والطبيعية[1]، وإن موقعها كحلقة اتصال بين فلسطين وبلاد العرب وبين اليمن والآراميين مكنها من نشر الأبجدية الآرامية في بلاد اليمن وهي الأبجدية التي نشأ منها "الخط المسند" وهو الخط الذي أخذ منه "الخط العربي" بعد تعديله، وإضافة ستة أحرف، التي تسمى الأحرف الروادف التي يجمعها قولنا: "ثخذ ضظغ" وفي القرن الثالث اعتنقت "البتراء" المسيحية.
ملوك الأنباط:
كان الحارث "حوالي 169 ق. م" على رأس قائمة هؤلاء الملوك، ويدعى "آرتياس Aretas" وقد تسمى بهذا الاسم كثير من ملوك الأنباط كما تسمى به ملوك الغساسنة، وكان الحارث معاصرًا لمؤسس الأسرة "المكابية" ويعتبر الحارث الثالث المؤسس الحقيقي حوالي 57-62 لسلطة الأنباط، وهو الذي فتح الباب على مصراعيه للتأثيرات اليونانية والرومانية، وأدخل مملكته ضمن المحور التام للحضارة "الهيلينية"، وكسب ثوب مجد "الهلينية" وكان أول من سك نقودا نبطية، اقتبس لها النموذج المعروف عند "البطالمة"، وعلى يد الحارث الثالث بدأت "البتراء" تتخذ مظاهر "مدينة، هلينستية نموذجية"، فكان فيها شارع رئيس جميل وعدة أبنية دينية وعامة؛ ومن هذا العهد أخذت دولة الأنباط تقوم بدور موالٍ حليف لرومة؛ وبلغت المملكة ذروتها في عهد الحارث الرابع "9 قبل الميلاد- 40م" الذي كان حكمه طويلا

[1] تاريخ سورية جـ1 ص418.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست