responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 111
الفروق بين القحطانية والإسماعيلية:
أهم الفروق بين هذين الشعبين نظام الاجتماع واللغة والدين. وأسماء الأعلام كما يأتي:
1- نظام الاجتماع: قد رأيت في كلامنا عن العرب أن لفظ العرب أريد به في الأصل سكان بادية جزيرة العرب في الشمال، ثم أطلق على سائر سكانها؛ وقلنا إن لفظ العرب باللغات السامية يرادف لفظ البدو عندنا؛ فالعرب هم البدو، وهذا التعبير يصدق على عرب الشمال، الذين نحن في صددهم فهم في الأكثر أهل خيام وإبل ورحلة وغزو لا يستقرون في مكان؛ لأن معاشهم من كسب الإبل، والقيام عليها في ارتياد المرعى، وانتجاع المياه والنتاج والتوليد، وغير ذلك من مصالحها، والفرار بها من أذى البرد عند التوليد إلى القفار ودفئها وطلب التلول في المصيف للحبوب وبرد الهواء لا يبنون بيوتا، ولا ينشئون مدنا بخلاف أهل اليمن فأكثرهم أصحاب قصور، ومحافد ومدن، وأسوار ومفارش وحدائق.

اللغة-الأسماء:
إن لغة اليمن أو عرب الجنوب تعرف بلغة حمير، هي تختلف كثيرا عن لغة عرب الحجاز أو الشمال، وإن كانتا من أصل واحد، ولكن الفرق بينهما يدل على تباعد أصحابها في العادات والأخلاق فهما يختلفان في الإعراب، وفي الضمائر، وفي كثير من أحوال الاشتقاق والتصريف[1].
لكل من الطائفتين أسماء خاصة لا تشاركها فيها الطائفة الأخرى ولا يخفى ما للأسماء من الدلالات الاجتماعية؛ وأسماء اليمنيين في الدولتين: المعينية، والسبئية تشبه الدولة الحمورابية أو البابلية: كقولهم "أب يدع"، والينع، ويثع إيل، ومعدي كرب، وأبو بكر، وعلهان، وكرب إيل" ونحو ذلك مما لا شبيه له عند عرب الشمال في الطور الثاني.
ويختص هؤلاء باسماء لا تجدها عند اليمنيين؛ لأنها من مقتضيات البداوة، ولذلك رأيت بينها كثيرا من أسماء الحيوانات؛ لكثرة وقوع أبصارهم عليها فألفوها، وأصبح لكل منها رمز عن خلق أو خصلة فسموا أبناءهم بها، وليس ذلك من بقايا الطوطيمة كما توهم بعضهم[2] فمن أسمائهم من هذا القبيل "أسد، ونمر، وثعلبة،

[1] العرب قبل الإسلام: ج1 ص165، ص116.
[2] راجع كتاب أنساب العرب لجورجي زيدان.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست