اسم الکتاب : بحث عقدي في لفظ السيد المؤلف : يوسف بن محمد السعيد الجزء : 1 صفحة : 201
المبحث الرابع: إطلاقه على المنافق والكافر
إن المنافق والكافر ومن في حكمهم قد نهي الله ـ تعالى ـ عن إعزازهم وإكرامهم بعد إذ أذلهم، وأمر ـ جل وعلا ـ بإصغارهم واحتقارهم وإذلالهم.
قال الله ـ تعالى ـ: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [1] .
وقال ـ تعالى ـ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [2] .
وأمر ـ جل وعلا ـ بالغلظة عليهم، فقال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [3] .
قال الحافظ ابن كثير (ت 774) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((أمر ـ تعالى ـ رسوله ـ ? ـ بجهاد الكفار والمنافقين، والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين، وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة)) [4] .
ومخاطبتهم بهذه الألفاظ فيها من التودد والاحترام ما ليسوا جديرين به، فإذا قال لهم العبد المسلم ذلك، فقد أعزهم بعد إذ أذلهم الله، وأكرمهم بعد إذ أهانهم الله.
وقد كان ـ ? ـ يكره استعمال اللفظ الشريف المصون في حق من [1] الحج، آية (18) . [2] التوبة، آية (29) . [3] التوبة، آية (73) . [4] تفسير القرآن العظيم لابن كثير (2/371) .
اسم الکتاب : بحث عقدي في لفظ السيد المؤلف : يوسف بن محمد السعيد الجزء : 1 صفحة : 201