اسم الکتاب : بحث عقدي في لفظ السيد المؤلف : يوسف بن محمد السعيد الجزء : 1 صفحة : 195
المطلب الثاني:
في بيان أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخبر بسيادته على وجه الفخر
كونه سيد الناس، وسيد ولد آدم ـ لم يرد بذلك فخرا، حيث نفاه ـ ? ـ بقوله: ((ولا فخر)) .
قال الحافظ النووي ـ رحمه الله تعالى ـ: ((قال العلماء: وقوله ـ ? ـ: أنا سيد ولد آدم، لم يقله فخرا، بل صرح بنفي الفخر في الحديث المشهور: ((أنا سيد ولد أدم ولا فخر)) وانما قاله لوجهين:
أحدهما: امتثال قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [1] .
والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه ـ? ـ بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله ـ تعالى)) [2] .
وقال العز بن عبد السلام ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وإنما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أنا سيد ولد آدم، لتعرف أمته منزلته من ربه ـ عز وجل)) [3] .
وقال المناوي ـ رحمه الله تعالى ـ: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، أي أقول ذلك شكرا لا فخرا، فهو من قبيل قول سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْر} [4] أي لا أقوله تكبرا وتفاخرا وتعاظما على الناس.
وقيل: لا أتكبر به في الدنيا، وإلا ففيه فخر الدارين.
وقيل: لا أفتخر بذلك، بل فخري بمن أعطاني هذه الرتبة. [1] الضحى، آية (11) . [2] شرح النووي على صحيح مسلم (15/37) ، وانظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 417) . [3] بداية السول في تفضيل الرسول (ص24) . [4] النمل، آية (16) .
اسم الکتاب : بحث عقدي في لفظ السيد المؤلف : يوسف بن محمد السعيد الجزء : 1 صفحة : 195