responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل المؤلف : ابن جماعة، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 169
اعْلَم أَن الضحك الَّذِي يعتري الْبشر عِنْد حُصُول فَرح الْقلب أَو استفزاز طرب أَو ظُهُور أَمر مَسْتُور جهل سَببه محَال على الله تَعَالَى
وَمَعْنَاهُ فِينَا يرجع إِلَى ظُهُور أَمر مَسْتُور وَكَانَ السرُور بالشَّيْء أظهر بضحكه هَذَا بدايته وَأما نهايته فترتب أَثَره عَلَيْهِ وَلما كَانَ الضحك فِينَا محالا على الله تَعَالَى فَلَا بُد من تَأْوِيل الحَدِيث
قَالَ البُخَارِيّ ضحكه رَحمته وَقَالَ الْخطابِيّ الضحك هُنَا الْإِخْبَار عَن رِضَاهُ وَحسن مجازاته لعَبْدِهِ وَهُوَ مجَاز سَائِغ فَالْمُرَاد بِهِ هُنَا نِهَايَة الضحك فِينَا وَهُوَ تَرْتِيب أجره عَلَيْهِ وَمَعْنَاهُ إِظْهَار كرامته لعَبْدِهِ وفضله عَلَيْهِ وإقباله لِأَن المسرور بالشَّيْء الْمقبل عَلَيْهِ يبش عِنْد رُؤْيَته ويضحك فَهُوَ عبارَة بِالسَّبَبِ عَن الْمُسَبّب وَهُوَ مجَاز سائع مُسْتَعْمل كَمَا تقدم
وَقيل مَعْنَاهُ أَنه تَعَالَى لَو كَانَ مِمَّن يضْحك لضحك من ذَلِك
وَقيل لَعَلَّه من الرباعي بِضَم الْيَاء وَكسر الْحَاء أَي يضْحك الله مَلَائكَته أَو عباده
وَحَيْثُ نسب إِلَى الرب تَعَالَى فَالْمُرَاد بِهِ الْمُبَالغَة فِي إِظْهَار الإقبال والرضى كَقَوْلِه فَإِن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة تَمْثِيل للْمُبَالَغَة فِي إسراع المجازاة والإقبال وَمن حمل الضحك على ظَاهره فمبتدع مجسم وَأما رِوَايَة من روى عجب رَبكُمَا فَالْمُرَاد

اسم الکتاب : إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل المؤلف : ابن جماعة، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست