responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات المؤلف : ابن الوزير    الجزء : 1  صفحة : 75
ثَمُود ثمَّ لما ازْدَادَ الْكفْر ظهورا وانتشارا ابتعث الله عز وَجل إِبْرَاهِيم فَدَعَاهُمْ إِلَى الله تَعَالَى وَكسر أصنامهم ونبههم على خطأ أفعالهم وجدد لَهُم الذكرى وَأنزل عز وَجل عَلَيْهِ الصُّحُف وَبعث لوطا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى قوم مخصوصين حِين ازْدَادَ عتوهم واستحدثوا من الْفَاحِشَة مَا لم يكن قبلهم ثمَّ كَانَت الفترة بَينه وَبَين مُوسَى صلى الله عَلَيْهِمَا نَحْو أَرْبَعمِائَة سنة وَإِنَّمَا كَانَت كَذَلِك وَالله أعلم لِأَن ابراهيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مضى وَالْكفْر بَاقٍ بَينهم ظَاهر وَلم تكْثر أَتْبَاعه الْكَثْرَة الظَّاهِرَة على مَا بلغنَا وَبعث الله بعده إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب عَلَيْهِم السَّلَام والاسباط وشعيبا قبل مبعث مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقبل أَيُّوب وَكَانَ قد بعث قبل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وتغيرت أَحْوَال بني إِسْرَائِيل وَقل قبُول النَّاس الْحق وَظهر الْكفْر وَبلغ مبلغا لم يكن بلغه من قبل لِأَن فِرْعَوْن ادّعى الربوبية فاستعبد بني إِسْرَائِيل فَعظم الْأَمر وازداد الْكفْر واتسع الْخرق ونسى الْحق فَلذَلِك قصرت مُدَّة هَذِه الفترة حَتَّى بعث مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ تِلْكَ الْآيَات الْعِظَام كالعصا وَالْيَد الْبَيْضَاء ومجاوزة بني إِسْرَائِيل الْبَحْر بعد أَن انْفَلق فَكَانَ كل فرق كالطود الْعَظِيم وتغريق فِرْعَوْن وَمن مَعَه إِلَى غير ذَلِك من الْحجر الَّذِي انفجرت مِنْهُ الْعُيُون وَمَا كَانَ ظهر قبل ذَلِك من الْجَرَاد وَالْقمل والضفادع وَالدَّم وَغير ذَلِك مِمَّا يطول ذكره وَأنزل عَلَيْهِ التَّوْرَاة وَبَين فِيهَا الْأَحْكَام والحلال وَالْحرَام وَظهر أمره أتم الظُّهُور وَإِنَّمَا كَانَت أَعْلَام مُوسَى أَكثر وآياته أظهر لِأَن بني إِسْرَائِيل كَانُوا وَالله أعلم أَجْهَل الْأُمَم وأغلظهم طبعا وأبعدهم عَن الصَّوَاب وأبلدهم عَن اسْتِدْرَاك الْحق أَلا ترى أَنهم بعد مَا جَاوز الله بهم الْبَحْر وغرق آل فِرْعَوْن وهم ينظرُونَ قَالُوا لمُوسَى حِين مروا على قوم عاكفين على أصنام لَهُم يَا مُوسَى اجْعَل لنا إِلَهًا كَمَا لَهُم آلِهَة وَاتَّخذُوا الْعجل وعبدوه وظنوا أَنه إلههم وإله مُوسَى وَأَنه نسي فبحسب هَذِه الْأَحْوَال اقْتَضَت الْحِكْمَة إِيضَاح الْآيَات والاعلام وتكثيرها لَهُم ثمَّ بعث يُوشَع وَيُونُس ثمَّ بعث دَاوُد وَأنزل عَلَيْهِ الزبُور وَبعث سُلَيْمَان وآتاه الله الْملك مَعَ تِلْكَ الْآيَات الْعَظِيمَة ثمَّ بعث بعده زَكَرِيَّا وَيحيى صلى الله عَلَيْهِم وَكَانَت الفترة بَين مُوسَى وَعِيسَى نَحْو ألفي سنة لعظم آيَات مُوسَى وَعظم الْكتاب الَّذِي أنزل

اسم الکتاب : إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات المؤلف : ابن الوزير    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست