اسم الکتاب : الولاء والبراء في الإسلام المؤلف : القحطاني، محمد بن سعيد الجزء : 1 صفحة : 263
وما دامت المحبة في الله هي أوثق عرى الإيمان كما ورد في الحديث أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله [1] فإن الطريق الموصل إليها وإلى موالاة الله عز وجل هو: اتباع شرعه الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبغير هذا الطريق تكون دعوى الولاية كاذبة كما كان المشركون يتقربون إلى الله تعالى بعبادة من يعبدونه من دونه كما قال الله عنهم {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى { [سورة الزمر: [3]] .
وكما حكى عن اليهود والنصارى أنهم قالوا:
{نَحْنُ أَبْنَاء اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ { [سورة المائدة: 18] .
مع إصرارهم على تكذيب رسله وارتكاب مناهيه وترك فرائضه [2] .
ومتى امتلأ القلب بعظمة الله تعالى محا ذلك من القلب كل ما سواه، ولم يبق للعبد شيء من نفسه وهواه وإرادته إلا لما يريده منه مولاه، فإذا تحقق القلب بالتوحيد التام لم يبق فيه محبة لغير الله، ولا كراهة لغير ما يكره الله، ومن كان كذلك لم تنبعث جوارحه إلا بطاعة الله، وإنما تنشأ الذنوب من محبة ما يكرهه الله، أو كراهة ما يحبه الله وذلك ينشأ من تقديم هوى النفس على محبة الله وخشيته [3] .
ويصور شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عظمة محبة الله ولذتها فيقول: (إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة) . وقال بعضهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قالوا: وما أطيب ما فيها؟ [1] سبق تخريجه. [2] انظر جامع العلوم والحكم لابن رجب (ص 316) . [3] انظر جامع العلوم والحكم (ص320) .
اسم الکتاب : الولاء والبراء في الإسلام المؤلف : القحطاني، محمد بن سعيد الجزء : 1 صفحة : 263