(وأما امتناعه عن قتل عبيد الله بن عمر بن خطاب بالهرمزان فإن ذلك باطل فإن كان لم يفعل فالصحابة متوافرون والأمر في أوله وقد قيل: إن الهرمزان سعى في قتل عمر , وحمل الخنجر وظهر تحت ثيابه وكان قتل عُبيد الله لهُ وعثمان لم يلي بعد، ولعل عثمان كان لا يرى على عبيد الله حقاً لما ثبت عنده من حال الهرمزان وفعله، وأيضاً فإن أحدًا لم يقم بطلبه، وكيف يصح مع هذه الاحتمالات كلها أن ينظر في أمر لم يصح؟) (1) الرد على التهمة الثامنة عشر: -
(وأما تعلُّقهم بأن الكتاب وجد مع راكب ,أو مع غلامه - ولم يقل أحد قط إنه كان غلامه - إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح. يأمره بقتل حامليه , فقد قال لهم عثمان: إما أن تقيموا شاهدين على ذلك وإلا فيميني أني ما كتبت ولا أمرت، وقد يكتب على لسان الرجل , ويضرب على خطه , وينقش على خاتمه) [2] . وقد قال: شيخ الإسلام بن تيميه (كل ذي علم بحال عثمان يعلم أنه لم يكن ممن يأمر بقتل محمد بن أبي بكر ولا أمثاله , ولا عرف منه قط أنه قتل أحداً من هذا الضرب , وقد سعوا في قتله (أي في قتل أمير المؤمنين عثمان) ودخل عليه محمد فيمن دخل وهو لا يأمر بقتالهم دفعاً عن نفسه , فكيف يبتدئ بقتل معصوم الدم) (3)
حصار عثمان - رضي الله عنه -
(1) - العواصم ص -106 108 [2] - العواصم ص109-110
(3) - منهاج السنة النبوية (3 / 188) نقلاً عن حاشية محب الدين الخطيب ص110