واحد منهما وولايته. وكما ثبت في الصحيح أن أسيد بن حضير قال لسعد بن عبادة بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنك منافق تجادل عن المنافقين كما قال عمر بن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) فعمر أفضل من عمار وعثمان أفضل من حاطب بن أبي بلتعة بدرجات كثيرة. وحجة عمر فيما قال لحاطب أظهر من حجة عمار, مع هذا فكلاهما من أهل الجنة فكيف لا يكون عثمان وعمار من أهل الجنة وإن قال أحدهما للآخر ما قال؟ مع أن طائفة من العلماء أنكروا أن يكون عمار قال ذلك ثم قال شيخ الإسلام: وفي الجملة فإذا قيل أن عثمان ضرب ابن مسعود أو عمار فهذا لا يقدح في أحد منهم فإنا نشهد أن الثلاثة في الجنة وأنهم من أكابر أولياء الله المتقين، وأن ولي الله قد يصدر عنه ما يستحق عليه العقوبة الشرعية , فكيف بالتعزير، وقد ضرب عمر بن الخطاب أبي بن كعب بالدرة لما رأى الناس يمشون خلفه وقال: (هذه ذله للتابع وفتنة للمتبوع) " (1) الرد على التهمة الثانية: -
(1) - حاشية محب الدين الخطيب ص64-65 بتصرف يسير