اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 270
خلاصة الموقف مع الكتاب المقدس:
1- تمهيد:
نزل القرآن على رسول الله في أمة أمية فتعلم منه المسلمون الأوائل "نبأ ما قبلهم، وخبر ما بعدهم، وحكم ما بينهم"، ولقد كان حب الاستطلاع دافعًا للبعض منهم أن يسأل أهل الكتاب من اليهود والنصارى عما في كتبهم فقام ابن عباس -وقد استيقن من القرآن حقيقة ما جرى لأسفار السابقين- وقال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدث، تقرءونه محضًا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلًا.
2- تقرير الحقيقة:
في حملة من أهل الكتاب للغو في القرآن قال أبو هريرة: كان أهل الكتاب يقرءون التوارة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، وهنا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولا قرر به الحقيقة واضحة وضوح شمس الصحراء في رابعة النهار- إذ قال: "لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أنزل الله".
إن هذا يعني أن تلك الأسفار التي في حوزة أهل الكتاب فيها: ما يمتنع تصديقه وفيها ما يمتنع تكذيبه، فالأول قد جافى الحقيقية وتلبس بغيرها، وأما الثاني فقد قال حقًا ونطق صدقًا.
3- شهود من أهله:
ظهر الإسلام دينا شامخًا، واكتمل بناؤه في حياة رسول الله واستمر نفوذه فعالًا عبر العصور. وخلال مساره الطويل بقي موقف السلطات الدينية اليهودية والمسيحية منه قائمًا على محاربته والكفر بالنبي والقرآن. لكن السنوات الأخيرة حدثت فيها بعض التطورات الهامة.
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 270