اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 266
ويكفي أن يراجع القارئ ما ذكرته الأناجيل عن: "حادث القبض وملابساته -المحاكمات- توقيت الصلب "اليوم والساعة" صرخة اليأس على الصليب -شهود الصلب- كل ذلك وغيره كثير، يكفي للقول بأن الأناجيل قد اختلفت فيما بينها اختلافًا بعيدًا وهو اختلاف يكفي لرفض ما يذكره أحد الأناجيل، إذا أخذنا برواية الأناجيل الأخرى.
أيها نأخذ به، وأيها نرفض؟
رب قارئ -درج على الإيمان التقليدي بما ترويه الأناجيل- لا يجد مفرًا من أن يقول: {إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} 1 "الملك: 26".
3- وما تؤمن به المسيحية التقليدية من أن المسيح قد صلب ومات ووضع في قبر ثم قام من الأموات فإن حديث القيامة هذا بدأته مريم المجدلية "التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين" "مرقس 16: 9" حين ذهبت وأخبرت بطرس بأن القبر خال من الجثة "فخرج بطرس والتلميذ الآخر "يوحنا" وأتيا إلى القبر ... ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر. .. فحينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر.. ورأى فآمن لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات" "يوحنا20: 3-9".
من ذلك يؤكد إنجيل يوحنا أن بطرس رئيس التلاميذ -بالذات- كان يجهل أي حديث عن قيامة المسيح. بل إن إنجيل لوقا ليؤكد هذا الجهل للتلاميذ كلهم -وفيهم بطرس- الذي كان أكثرهم تعجبًا من حديث القيامة فيقول:
"رجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية ويوحنا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل.
فترائى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن. فقام بطرس وركض إلى القبر فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها فمضى متعجبًا في نفسه مما كان" "لوقا 24: 9-12".
1 المسيح في مصادر العقائد المسيحية: ص179.
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 266