responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 531
الْبَاب للنَّاس فِي طَرِيقَانِ مِنْهُم من يَقُول إِن تَفْضِيل بعض الْأَشْخَاص على بعض عِنْد الله لَا يعلم إِلَّا بالتوقيف فَإِن حقائق مَا فِي الْقُلُوب ومراتبها عِنْد الله مِمَّا اسْتَأْثر الله بِهِ فَلَا يعلم ذَلِك إِلَّا بِخَبَر الصَّادِق وَمِنْهُم من يَقُول قد يعلم ذَلِك بالإستدلال وَأهل السّنة يَقُولُونَ إِن كلا من الطَّرِيقَيْنِ إِذا أعطي حَقه من السلوك دلّ على أَن كلا من الثَّلَاثَة أكمل من عَليّ أما الطَّرِيق التوقيفي فالنص وَالْإِجْمَاع وَالْإِجْمَاع على أَفضَلِيَّة أبي بكر وَعمر اتّفقت عَلَيْهِ الْأمة سواكم والتوقيف فقد مر عدَّة نُصُوص بذلك وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْن عمر الَّذِي هُوَ أصدق من برأَ الله فِي زَمَانه أَنه قَالَ كُنَّا نقُول وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيّ أفضل الْأمة بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو بكر ثمَّ وَعمر وَفِي لفظ ثمَّ يبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا يُنكره
وَأما عُثْمَان فَقَالَ جمَاعَة من الْعلمَاء كَانَ عُثْمَان أعلم بِالْقُرْآنِ من عَليّ وَعلي أعلم بِالسنةِ
وَعُثْمَان أعظم جهادا بِمَالِه وَعلي اعظم جهادا بِنَفسِهِ
وَعُثْمَان أزهد فِي الرياسة وَعلي أزهد فِي المَال
وسيرة عُثْمَان أرجح وَهُوَ أسن من عَليّ ببضع وَعشْرين سنة وأجمت الصَّحَابَة على تَقْدِيمه على عَليّ فَثَبت أَنه أفضل
قَالُوا عَليّ أفضل لِقَرَابَتِهِ قُلْنَا حَمْزَة من أكبر السَّابِقين وَهُوَ أقرب نسبا وروى أَنه سيد الشُّهَدَاء فَيكون أفضل
قَالُوا فِي عُثْمَان فعل وَفعل وَولي أَقَاربه وأسرف فِي الْعَطاء قُلْنَا إجتهاد عُثْمَان فِي ذَلِك أقرب إِلَى الْمصلحَة فَإِن الْأَمْوَال أخف خطرا من الدِّمَاء فَلهَذَا كَانَت خِلَافَته هادئة سَاكِنة كَثِيرَة الْجِهَاد والفتوحات الْكِبَار كَثِيرَة الْفَيْء وَلكنهَا لَا تقَارب خلَافَة من قبله
وَالَّذين خَرجُوا عَلَيْهِ فسقوه وَالَّذين خَرجُوا على عَليّ كفروه وَلَا خير فِي الطَّائِفَتَيْنِ

اسم الکتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 531
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست