responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 50
يَقُولُونَ إِن ذَلِك لَيْسَ بِوَاجِب عَلَيْهِ وَيَقُولُونَ إِنَّه لَا يفعل شَيْئا لأجل شَيْء بل لمحض الْإِرَادَة
وقولك إِنَّهُم يَقُولُونَ إِن الْمُطِيع لَا يسْتَحق ثَوابًا والعاصي لَا يسْتَحق عقَابا بل قد يعذب النَّبِي وَيرْحَم إِبْلِيس فَهُوَ فِرْيَة على أهل السّنة وَمَا فيهم من يَقُول إِنَّه يعذب نَبيا وَلَا أَنه يثيب إِبْلِيس
بل قَالُوا يجوز أَن يعْفُو عَن المذنب وَأَن يخرج أهل الْكَبَائِر من النَّار فَلَا يخلد فِيهَا من أهل التَّوْحِيد أحدا
وَأما الإستحقاق فهم يَقُولُونَ إِن العَبْد لَا يسْتَحق بِنَفسِهِ على الله شَيْئا
وَيَقُولُونَ إِنَّه لَا بُد أَن يثيب المطيعين كَمَا وعد فَإِن الله لَا يخلف وعده
وَأما إِيجَاب ذَلِك على نَفسه وَإِمْكَان معرفَة ذَلِك بِالْعقلِ فَهَذَا فِيهِ نزاع لَكِن لَو قدر أَنه عذب من يَشَاء لم يكن لأحد مَنعه كَمَا قَالَ تَعَالَى {قل فَمن يملك من الله شَيْئا إِن أَرَادَ أَن يهْلك الْمَسِيح ابْن مَرْيَم وَأمه وَمن فِي الأَرْض جَمِيعًا} وَهُوَ تَعَالَى لَو ناقش من ناقشه من خلقه لعذبه كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نُوقِشَ الْحساب عذب وَقَالَ لن يدْخل أحد مِنْكُم الْجنَّة بِعَمَلِهِ قَالُوا
وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله قَالَ وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمته
وَالتَّحْقِيق أَنه قدر أَن الله عذب أحدا فَلَا يعذبه إِلَّا بِحَق لِأَنَّهُ يتعالى عَن الظُّلم
وقولك إِنَّهُم يَقُولُونَ إِن الْأَنْبِيَاء غير معصومين فَبَاطِل بل اتَّفقُوا على عصمتهم فِيمَا يبلغونه وَهُوَ مَقْصُود الرسَالَة
وَقد يَقع مِنْهُم الذَّنب وَلَا يقرونَ عَلَيْهِ وَلَا يقرونَ على خطأ وَلَا فسق أصلا فهم منزهون عَن كل مَا يقْدَح فِي نبوتهم
وَعَامة الْجُمْهُور الَّذين يجوزون عَلَيْهِم الصَّغَائِر يَقُولُونَ إِنَّهُم معصومون من الْإِقْرَار عَلَيْهَا
وَقد كَانَ دَاوُد بعد التَّوْبَة أفضل مِنْهُ قبلهَا
وَإِن العَبْد ليفعل السَّيئَة فَيدْخل بهَا الْجنَّة
وَلَكِن الرافضة أشبهت النَّصَارَى فَإِن الله أَمر بِطَاعَة الرُّسُل فِيمَا أمروا وتصديقهم فِيمَا أخبروا وَنهى الْخلق عَن الغلو والإشراك فبدلت النَّصَارَى وغلوا فِي الْمَسِيح حَتَّى أشركوا بِهِ وبدلوا دينه فعصوه فصاروا عصاة بمعصيته وخارجين عَن الدّين بالغوا فِيهِ
والرافضة غلت فِي الرُّسُل وَالْأَئِمَّة حَتَّى اتخذوهم أَرْبَابًا وكذبوا النَّص فِيمَا أخبروا بِهِ من تَوْبَة الْأَنْبِيَاء وإستغفارهم فتراهم يعطلون

اسم الکتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست