responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل والنحل المؤلف : الشهرستاني    الجزء : 1  صفحة : 50
بحياة، وحياته ذاته. وإنما اقتبس هذا الرأي من الفلاسفة الذين اعتقدوا أن ذاته واحدة لا كثرة فيها بوجه، وإنما الصفات ليست وراء الذات معاني قائمة بذاته، بل هي ذاته، وترجع إلى السلوب أو اللوازم كما سيأتي.
والفرق بين قول القائل: عالم بذاته لا بعلم، وبين قول القائل: عالم بعلم هو ذاته: أن الأول نفي الصفة، والثاني إثبات ذات هو بعينه صفة. أو إثبات صفة هي بعينها ذات، وإذا أثبت أبو الهذيل هذه الصفات وجوها للذات؛ فهي بعينها أقانيم النصارى، أو أحوال[1] أبي هاشم.

= عجزا، ودل على مقدور يكون أو لا يكون، وكان إذا قيل له: حدثنا عن علم الله سبحانه الذي هو الله، أتزعم أنه قدرته؟ أبى ذلك. فإذا قيل له: فهو غير قدرته؟ أنكر ذلك. وكان إذا قيل: إذا قلت إن علم الله هو الله، فقل إن الله تعالى علم، ناقض ولم يقل إنه علم، مع قوله إن علم الله هو الله".
"وهذا أخذه أبو الهذيل عن أرسطاطاليس، قال في بعض كتبه: إن البارئ علم كله، قدرة كله، حياة كله، بصر كله. فحسن اللفظ عند نفسه، وقال: علمه هو هو، وقدرته هي هو".
"وكان أبو الهذيل إذا قيل له: أتقول إن لله علما؟ قال: أقول إن له علما هو هو، وإنه عالم بعلم هو هو. وكذلك قوله في سائر صفات الذات. فنفى أبو الهذيل العلم من حيث أوهم أنه أثبته، وذلك أنه لم يثبت إلا البارئ فقط. وكان يقول: معنى أن الله عالم: معنى أنه قادر، ومعنى أنه حي: أنه قادر. وهذا له لازم إذا كان لا يثبت للباري صفات إلا هي هو، ولا يثبت إلا البارئ فقط" "وكان إذا قيل له: فلم اختلفت الصفات فقيل عالم، وقيل قادر، وقيل حي؟ قال: لاختلاف المعلوم والمقدور" انظر ص486 ج2 من "مقالات الإسلاميين".
[1] في "الفرق بين الفرق" ص117 " ... فأثبت الحال في ثلاث مواضع:
أحدها: الموصوف الذي يكون موصوفا لنفسه، فاستحق ذلك الوصف لحال كان عليها.
الثاني: الموصوف بالشيء لمعنى صار مختصا بذلك المعنى لحال.
الثالث: ما يستحقه لا لنفسه ولا لمعنى، فيختص بذلك الوصف دون غيره عنده لحال".
ثم إنه لا يقول في الأحوال إنها موجودة، ولا إنها معدومة، ولا إنها قديمة ولا محدثة، ولا معلومة ولا مجهولة.
وزعم أن أحوال الباري عز وجل في معلوماته لا نهاية لها، وكذلك أحواله في مقدوراته لا نهاية لها كما أن مقدوراته لا نهاية لها.
"وقالوا له: هل أحوال الباري من عمل غيره أم هي هو؟ فأجاب: بأنها لا هي هو ولا غيره، فقالوا له: فلم أنكرت على الصفاتية قولهم في صفات الله عز وجل في الأزل إنها لا هي هو ولا غيره؟ ".
وانظر ما أورده الشهرستاني عند الكلام على الجبائية والبهشمية.
اسم الکتاب : الملل والنحل المؤلف : الشهرستاني    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست