اسم الکتاب : الملل والنحل المؤلف : الشهرستاني الجزء : 1 صفحة : 169
عيسى بن جعفر، ثم أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك. وقيل إن يحيى بن خالد بن برمك سمه في رطب فقتله وهو في الحبس، ثم أخرج ودفن في مقابر قريش ببغداد. واختلفت الشيعة بعده.
فمنهم من توقف في موته وقال: لا ندري أمات أم لم يمت! ويقال لهم الممطورة؛ سماهم بذلك علي بن إسماعيل، فقال: ما أنتم إلا كلاب ممطورة. ومنهم من قطع بموته ويقال لهم القطعية. ومنهم من توقف عليه، وقال إنه لم يمت، وسيخرج بعد الغيبة، ويقال لهم الواقفة.
"ز" الاثنا عشرية:
إن الذين قطعوا بموت موسى الكاظم بن جعفر الصادق وسموا قطعية، ساقوا الإمامة بعده في أولاده، فقالوا: الإمام بعد موسى الكاظم: ولده علي الرضا، ومشهده بطوس. ثم بعده: محمد التقي الجواد أيضا، وهو في مقابر قريش ببغداد. ثم بعده: علي بن محمد النقي؛ ومشهده بقم. وبعده: الحسن العسكري الزكي. وبعده: ابنه محمد القائم المنتظر الذي هو بسر من رأى، وهو الثاني عشر. هذا هو طريق الاثنا عشرية في زماننا.
إلا أن الاختلافات التي وقعت في حال كل واحد من هؤلاء الاثنا عشر، والمنازعات التي جرت بينهم وبين إخوتهم وبني أعمامهم وجب ذكرها لئلا يشذ عنا مذهب لم نذكره ومقالة لم نوردها.
فاعلم أن من الشيعة من قال بإمامة: أحمد بن موسى بن جعفر دون أخيه علي الرضا. ومن قال بعلي: شك أولا في محمد بن علي، إذ مات أبوه وهو صغير غير مستحق للإمامة، ولا علم عنده بمناهجها، وثبت قوم على إمامته واختلفوا بعد موته أيضا، فقال قوم بإمامة
اسم الکتاب : الملل والنحل المؤلف : الشهرستاني الجزء : 1 صفحة : 169