responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 99
النُّقْصَان والتعرض للآفات وَكَذَلِكَ علق الْيَدَيْنِ من الْمَنْكِبَيْنِ وَلَو علقهما من الرَّأْس أَو من الحقو أَو من الرُّكْبَتَيْنِ لم يخف مَا يتَوَلَّد مِنْهُ من الْخلَل وَكَذَلِكَ وضع جَمِيع الْحَواس فِي الرَّأْس فَإِنَّهَا جواسيس لتَكون مشرفة على جَمِيع الْبدن فَلَو وَضعهَا فِي الرجل اخْتَلَّ نظامها قطعا وَشرح ذَلِك فِي كل عُضْو يطول
وَبِالْجُمْلَةِ فَيَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لم يخلق شَيْء فِي مَوضِع إِلَّا لِأَنَّهُ مُتَعَيّن لَهُ وَلَو تيامن عَنهُ أَو تياسر أَو تسفل أَو تعلى لَكَانَ نَاقِصا أَو بَاطِلا أَو قبيحا أَو خَارِجا عَن المتناسب كريها فِي المنظر وكما أَن الْأنف خلق على وسط الْوَجْه وَلَو خلق على الْجَبْهَة أَو على الخد لتطرق نُقْصَان إِلَى فَوَائده
وَإِذا قوي فهمك على إِدْرَاك حكمته فَاعْلَم أَن الشَّمْس أَيْضا لم يخلقها فِي السَّمَاء الرَّابِعَة وَهِي وَاسِطَة السَّمَوَات السَّبع هزلا بل مَا خلقهَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا وَضعهَا إِلَّا موضعهَا الْمُسْتَحق لَهَا لحُصُول مقاصده مِنْهَا إِلَّا أَنَّك رُبمَا تعجز عَن دَرك الْحِكْمَة فِيهِ لِأَنَّك قَلِيل التفكر فِي ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض وعجائبها وَلَو نظرت فِيهَا لرأيت من عجائبها مَا تستحقر فِيهِ عجائب بدنك وَكَيف لَا وَخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض أكبر من خلق النَّاس وليتك وفيت بِمَعْرِِفَة عجائب نَفسك وتفرغت للتأمل فِيهَا وَفِيمَا يكتنفها من الْأَجْسَام فَتكون مِمَّن قَالَ الله عز وَجل فيهم سنريهم آيَاتنَا فِي الْآفَاق وَفِي أنفسهم 41 سُورَة فصلت الْآيَة 53 وَمن أَيْن لَك أَن تكون مِمَّن قَالَ فيهم وَكَذَلِكَ نري إِبْرَاهِيم ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض 6 سُورَة الْأَنْعَام الْآيَة 75 وأنى تفتح أَبْوَاب السَّمَاء لمن استغرقه هم الدُّنْيَا واستعبده الْحِرْص والهوى
فَهَذَا هُوَ الرَّمْز إِلَى تفهيم مبدأ الطَّرِيق إِلَى معرفَة هَذَا الِاسْم الْوَاحِد وَشَرحه يفْتَقر إِلَى مجلدات وَكَذَا شرح معنى كل اسْم من الْأَسَامِي فَإِن الْأَسَامِي المشتقة من الْأَفْعَال لَا تفهم إِلَّا بعد فهم الْأَفْعَال وكل مَا فِي الْوُجُود من أَفعَال الله تَعَالَى

اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست