responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 173
الْفَصْل الثَّالِث فِي أَن الْأَسَامِي وَالصِّفَات الْمُطلقَة على الله عز وَجل هَل تقف على التَّوْقِيف أم تجوز بطرِيق الْعقل

وَالَّذِي مَال إِلَيْهِ القَاضِي أَبُو بكر أَن ذَلِك جَائِز إِلَّا مَا منع مِنْهُ الشَّرْع أَو أشعر بِمَا يَسْتَحِيل مَعْنَاهُ على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَأَما مَا لَا مَانع فِيهِ فَإِنَّهُ جَائِز وَالَّذِي ذهب إِلَيْهِ الْأَشْعَرِيّ أَن ذَلِك مَوْقُوف على التَّوْقِيف فَلَا يجوز أَن يُطلق فِي حق الله تَعَالَى مَا هُوَ مَوْصُوف بِمَعْنَاهُ إِلَّا إِذا أذن فِيهِ وَالْمُخْتَار عندنَا أَن نفصل ونقول كل مَا يرجع إِلَى الِاسْم فَذَلِك مَوْقُوف على الْإِذْن وَمَا يرجع إِلَى الْوَصْف فَذَلِك لَا يقف على الْإِذْن بل الصَّادِق مِنْهُ مُبَاح دون الْكَاذِب وَلَا يفهم هَذَا إِلَّا بعد فهم الْفرق بَين الِاسْم وَالْوَصْف
فَنَقُول الِاسْم هُوَ اللَّفْظ الْمَوْضُوع للدلالة على الْمُسَمّى فزيد مثلا اسْمه زيد وَهُوَ فِي نَفسه أَبيض وطويل فَلَو قَالَ لَهُ قَائِل يَا طَوِيل يَا أَبيض فقد دَعَاهُ بِمَا هُوَ مَوْصُوف بِهِ وَصدق وَلكنه عدل عَن اسْمه إِذْ اسْمه زيد دون الطَّوِيل والأبيض وَكَونه طَويلا أَبيض لَا يدل على أَن الطَّوِيل اسْمه بل تسميتنا الْوَلَد قاسما وجامعا لَا يدل على أَنه مَوْصُوف بمعاني هَذِه الْأَسْمَاء بل دلَالَة هَذِه الْأَسْمَاء وَإِن كَانَت معنوية عَلَيْهِ كدلالة قَوْلنَا زيد وَعِيسَى وَمَا لَا معنى لَهُ بل إِذا سميناه عبد الْملك فلسنا نعني بِهِ أَنه عبد الْملك وَلذَلِك نقُول عبد الْملك اسْم مُفْرد كعيسى وَزيد وَإِذا ذكر فِي معرض الْوَصْف كَانَ مركبا وَكَذَلِكَ عبد الله لذَلِك يجمع فَيُقَال عبادلة وَلَا يُقَال عباد الله

اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست