responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 147
البديع

هُوَ الَّذِي لَا عهد بِمثلِهِ فَإِن لم يكن بِمثلِهِ عهد لَا فِي ذَاته وَلَا فِي صِفَاته وَلَا فِي أَفعاله وَلَا فِي كل أَمر رَاجع إِلَيْهِ فَهُوَ البديع الْمُطلق وَإِن كَانَ شَيْء من ذَلِك معهودا فَلَيْسَ ببديع مُطلق وَلَا يَلِيق هَذَا الِاسْم مُطلقًا إِلَّا بِاللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ قبل فَيكون مثله معهودا قبله وكل مَوْجُود بعده فحاصل بإيجاده وَهُوَ غير مُنَاسِب لموجده فَهُوَ بديع أزلا وأبدا
وكل عبد اخْتصَّ بخاصية فِي النُّبُوَّة أَو الْولَايَة أَو الْعلم لم يعْهَد مثلهَا إِمَّا فِي سَائِر الْأَوْقَات وَإِمَّا فِي عصره فَهُوَ بديع بِالْإِضَافَة إِلَى مَا هُوَ مُنْفَرد بِهِ وَفِي الْوَقْت الَّذِي هُوَ مُنْفَرد فِيهِ
الْبَاقِي

هُوَ الْمَوْجُود الْوَاجِب وجوده بِذَاتِهِ وَلكنه إِذا أضيف فِي الذِّهْن إِلَى الِاسْتِقْبَال سمي بَاقِيا وَإِذا أضيف إِلَى الْمَاضِي سمي قَدِيما وَالْبَاقِي الْمُطلق هُوَ الَّذِي لَا يَنْتَهِي تَقْدِير وجوده فِي الِاسْتِقْبَال إِلَى آخر ويعبر عَنهُ بِأَنَّهُ أبدي
وَالْقَدِيم الْمُطلق هُوَ الَّذِي لَا يَنْتَهِي تمادي وجوده فِي الْمَاضِي إِلَى أول ويعبر عَنهُ بِأَنَّهُ أزلي وقولك وَاجِب الْوُجُود بِذَاتِهِ مُتَضَمّن لجَمِيع ذَلِك وَإِنَّمَا هَذِه الْأَسَامِي بِحَسب إِضَافَة هَذَا الْوُجُود فِي الذِّهْن إِلَى الْمَاضِي والمستقبل
وَإِنَّمَا يدْخل فِي الْمَاضِي والمستقبل المتغيرات لِأَنَّهُمَا عبارتان عَن الزَّمَان وَلَا يدْخل فِي الزَّمَان إِلَّا التَّغَيُّر وَالْحَرَكَة إِذْ الْحَرَكَة إِنَّمَا تَنْقَسِم إِلَى مَاض ومستقبل والمتغير يدْخل فِي الزَّمَان بِوَاسِطَة التَّغَيُّر فَمَا جلّ عَن التَّغَيُّر وَالْحَرَكَة فَلَيْسَ فِي زمَان فَلَيْسَ فِيهِ مَاض ومستقبل فَلَا ينْفَصل فِيهِ الْقدَم عَن الْبَقَاء بل الْمَاضِي والمستقبل إِنَّمَا يكون لنا إِذْ مضى علينا وَفينَا أُمُور وستتجدد أُمُور وَلَا بُد من أُمُور تحدث شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى تَنْقَسِم إِلَى مَاض قد انْعَدم وَانْقطع وَإِلَى رَاهن حَاضر وَإِلَى مَا يتَوَقَّع تجدده من بعد فَحَيْثُ لَا تجدّد وَلَا انْقِضَاء فَلَا زمَان

اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست